حرية المبدع في فضاء الإبداع

لقاءات محمد القعود


لقاءات/ محمد القعود –

يحلق المبدع في فضاءات إبداعه بأجنحة تهفو نحو الأروع والأجمل وبروح تستطلع نحو كل أفق مسكون بالدهشة ولكل مبدع طريقته وأسلوبه في تقديم إبداعه وضخ نبض التميز والتفرد والإبهار في مكنوناته وملامحه وحضوره الجميل والفاعل.
إن المبدع ذلك الكائن المتدفق بإبداعاته المدهشة قد يقدم نتاجه الإبداعي بصورة غير مألوفة وقد يتوغل في مناطق شائكة وقد يتجاوز حواجز اللاءات وقد يخترق أمكنة مسكونة بالمنع والعتمة والصمت مما قد يسبب له الكثير من الإشكاليات والمتاعب لأنه في نظر البعض قد تجاوز المتعارف عليه..
وما بين حرية المبدع والحد منها وما بين المعارضين والمؤيدين اثيرت الكثير من الأسئلة والقضايا منذ أزمة بعيدة وما زالت..
وعن حرية المبدع في الإبداع.. هل لها حدود¿
وهل هناك خطوط حمراء في الإبداع¿
ذلك ما طرحناه على مجموعة من الأدباء والمبدعين والمثقفين وهنا ردودهم ورؤاهم حول ذلك.

لا حدود أمام الإبداع
• الاستاذ الدكتور عبدالملك منصور المصعبي:
-الإنسان يشرب الماء يأكل الطعام يتنفس الهواء ليعيش … هل يصح أن نضع سقفا لما يتنفسه فلا يزيد عليه ¿ إقرار ذلك أو بعضه معناه أن يموت مختنقا … كذلك الإبداع تنفس المبدع بحروفه بريشته بفنه في هذا الكون لا حدود له ولا قيود عليه على الإطلاق على الإطلاق … لنكن أكثر صراحة قد يرى فلان من الناس أن المبدع فلانا قدم نصا أو لوحة فيها كفر ذلك هو رأيه وكل حر في إبداء رأيه . لكن ليس لأحد مهما علا شأنه منع أحد من أن يبدع له فقط مناقشته والرد عليه فإن إشتجرا فالقضاء الفيصل . لكن الإبداع لا يتوقف والرد والمناقشة لا تتوقف وبذلك يكون مجتمعنا العلمي مجتمعا حيا متحركا . وبالله التوفيق .

رؤية خاصة
• الشاعر محمد عبد السلام منصور :
-الإنسان مكون ثقافي تنتجه ثقافة مجتمعه وثقافة المجتمع هي التي تشكل له حدود فعله وقوله وتضع له الخطوط الحمراء والمبدع لا يخرج عن كونه إنسانا أنتجته ثقافة مجتمعه إلا أنه مختلف عن أي إنسان عادي من حيث أن له رؤية خاصة حول تلك الحدود والخطوط الحمراء بمعنى أنه متمرد عليها أو قل على بعضها ويرى أنها ظالمة أو غير إنسانية أو تخدم مصالح المستبدين فيحثه ضميره الصادق إلى أن يدعو المجتمع إلى تجاوزها ولما كانت الدعوة المباشرة إلى التجاوز صادمة للعقل الجمعي فإنه يلجأ إلى العمل الإبداعي في أي فن من الفنون الجميلة كونها أنبل وأذكى الحاملات للرؤى الإنسانية من هنا يمكن القول أن لا حدود ولا خطوط حمراء إلا في الشرطين اللذين تضمنهما قولي السابق وهما -توضيحا- أن تكون الرؤية إنسانية في جوهرها وأن يكون الإبداع فنا جميلا يهدفان كلاهما إلى تجاوز التخلف وعدم المساس بالكرامة الإنسانية بل وإكسابها مزيدا من الاحترام والتقدير

الإبداع .. ابن متمرد
• الشاعرة الدكتورة ابتسام المتوكل:
دائما ما نقع في تناقض فج بين التشبث بالحرية والانتماء إليها وبين الحديث عن حدود لها وخطوط حمراء تسبح أفقها!
كيف يمكن أن نتحدث عن حرية ثم نضع الأسوار والحدود أمامها¿ ولا سقف للحرية ولا حدود ولا يمكن أن توجد الحرية في أي خط أحمر!
والإبداع تحديدا هو ابن متمرد لا يمكن أن ينتمي لأحد أو يدخل سورا أو يعترف بذلك..
كل استدراك على حرية الإبداع والفكر بحد ما أو تبرير يدعي حماية الحرية هو ضد لهذه الحرية.. هو أول انتقاص لها وهجوم عليها..
نريد حرية للكلمة والفكرة دون ولكن.. دون أي استدراكات تهدم حضورها البريء غير المدجن في ثنايا الإبداع وتجليات الفكر…
الخروج عن المألوف

الإبداع والتمرد
• الفنان التشكيلي حكيم العاقل :
-أولا الحرية لاتمنح للمبدع ولكن المبدع هو من ينتزعها لسبب بسيط لان التعامل مع الإبداع بشكل عام ضروري أن يكون هناك حرية ضمن مناخات تتسق مع تقديم التجربة الإبداعية .
ودائماما يكون الفن والإبداع مرتبط بشكل عام با التمرد من خلال التجارب الإبداعية أو مغامرة التجريب التي تقود بشكل أو باخر الى الى تكون الخبرة في التعاطي مع المنتوج الإبداعي وتظل النوازع الإبداعية تمس النواهي والقوانين التي يضعها منظرو الدولة لحماية المجتمع (من وجهة نظرهم) من المثقفين والمبدعين ونجد في التاريخ أمثالا كثيرة حورب وحوكم وقتل كثير من المثقفين والمبدعين مثل ابن المقفع .
في كل شعوب العالم انتزع الفنانون والمفكرون والأدباء والشعراء وحققوا مشروعية تواجدهم من خلال التمرد المعقلن والهادف إلى التغير المرتبط بالمجتمع وتحقيق مشروعية التواجد من خلال تقديم المفاهيم والرؤى الجديدة التي تستشرف التغير .
من

قد يعجبك ايضا