كتب/ابراهيم الوادعي –
شكلت الوحدة اليمنية اعظم حدث في تاريخ اليمن الحديث ومن خلالها تجسد عمق الالتزام بالنهج الديمقراطي والتعدد الحزبي في ادارة الدولة والحياة السياسية .
وفي الثاني والعشرين من مايو 1990م تحققت وحدة الوطن اليمني الكبير , وترسخت دعائم السلام الاجتماعي وتوطت أسس الاستقرار السياسي في كل ارجاء اليمن الحبيب .
ومنذ يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م تطورت قواعد الممارسة الديمقراطية في العمل السياسي والتعدد الحزبي الذي شهده اليمن خلال ثلاثة وعشرين عاما من عمر الوحدة اليمنية المباركة ,وتجلت ابرز تجليات الممارسة الديمقراطية في الانتخابات النيابية والرئاسية وتوسعت اكثر في تجربة انتخابات المجالس المحلية بعد صدور قانون السلطة المحلية في العام 2000م .
وهذا الجانب المشرق عكس الى جانب الانجازات العظيمة التي تحققت للشعب اليمني جانبا مشرقا في جوانب الوحدة اليمنية التي ما فتىء الشعب اليمني يحصد الخيرات والمكاسب منذ اليوم الاول لتحقيقها في مايو من العام 90م.
ومع كل تلك الخطوات اضافة الى النهج التعددي تطور معها النهج الديمقراطي وارتقى الى مستويات حازت على إعجاب وتقدير مختلف دول العالم وبفضل الوعي الذي اظهره شعبنا احتلت بلادنا مكانتها اللائقة بها في المحافل الدولية وحصلت على ثقة الدول المانحة من صديقة وشقيقة فاحتضن اليمن مؤتمر الديمقراطيات الناشئة في العام 99م ما عد خير شهادة ودليل على حضارة اليمنيين والديمقراطية التي يتمتعون بها وهم كانوا ولايزالون اصل الديمقراطية بشهادة القرآن الكريم في سرده لقصة ملكة سبأ بلقيس.
وعي ديمقراطي
محافظة المحويت التي تشكل احدى محافظات هذا الوطن الكبير لم تكن بعيدة عن هذا الحراك السياسي ,وتفاعل ابنائها بشكل كبير وقدموا انموذجا مشرقا في خوض غمار التجربة الديمقراطية والسياسية عبر التفاعل الايجابي الخلاق من خلال الاحزاب والاطر السياسية او من خلال الممارسة الديمقراطية وخوض الانتخابات المتعددة.
فالمحافظة التي كانت الى امس قريب تكاد تنحصر شؤون أبناؤها في هموم الحياة البسيطة ,تطورت لدى ابنائها الممارسة الديمقراطية في كل مرحلة من مراحل الانتخابات والتي بدأت بالمشاركة بالاستفتاء على الدستور منتصف العام 1991م والمشاركة في الانتخابات النيابية عام 1993م والانتخابات النيابية عام1997م والانتخابات الرئاسية والتعديلات الدستورية عام 1999م والانتخابات المحلية عام 2001م والانتخابات النيابية عام 2003م, وانتهاء بالانتخابات الرئاسية في فبراير 2012م.
وبفضل هذه النقلات والتجارب الديمقراطية تعمق الوعي الديمقراطي واصبح المواطن يعتبر الديمقراطية سلوكاٍ حياتياٍ ولايمكن ان يعود التاريخ الى الخلف ويأتي من يحكم عن طريق الانقلابات العسكرية كما كان سارياٍ في السابق كما يؤكد الكثيرون هنا.
وكأخيها الرجل فلا تخفي هنا نسوة عدة شاركن في الانتخابات عضوات لجان وناخبات ومراقبات تطور الوعي الديمقراطي لدى المرأة بموازاة اخيها الرجل , ويرين ان تطور الوعي الديمقراطي لدى المرأة افضل منه عند الرجال فالنساء بدأن مشاركتهن متأخرة في العمل الديمقراطي وكسرن قيودا كانت مفروضة عليهن بعكس الرجال الذين كانوا متحررين من كثير من تلك القيود ويرين بأن اكبر دليل على ذلك التقدم الكبير مقارنة بين المشاركة النسائية وكثافتها في الانتخابات النيابية والمحلية والرئاسية الاخيرة عما كان عليه الحال في العام 1990م ومولد الوحدة اليمنية.
أرقام وحقائق
تطور الوعي الديمقراطي والممارسة الديمقراطية في المحافظة خلال عمر الوحدة اليمنية المباركة تؤكده الارقام واحصائيات اللجنة العليا للانتخابات وبالنظر الى الاحصاءات المتوفرة عن المحافظة فقد تطورت مشاركة ابناء المحافظة في جميع المراحل الانتخابية حيث ارتفعت نسبة المشاركة من 22% الى 83 % من اجمالي عدد المسجلين في السجلات الانتخابية , وهذا التطور الكبير في المشاركة دليل على وعي المواطن وحرصه في ممارسة حقه الديمقراطي والدستوري .
كذلك فإن مشاركة المرأة في المحافظة ارتقت بشكل كبير جدا ولعبت المرأة في المحافظة دورا كبيرا وهاما في العملية الديمقراطية , وفي جميع المراحل الانتخابية حيث بلغ عدد المسجلات في آخر انتخابات نيابية مائة الف وستة الآف ناخبة, وهذا الرقم مقارنة بما كان عليه الوضع في العام 1991م , كما قدمت المرأة اول مرشحة في مديرية ملحان ونافست بقوة وكرمت من قبل عدة منظمات عاملة في مجال الديمقراطية وان لم تفز بالمقعد النيابي فقد اكدت أن المرأة لم يعد ينظر اليها كناخبة وانما كمرشحة وممثلة لأبناء دائرتها ويمكنها المنافسة بقوة وفرض خياراتها ما يدل على التنامي الكبير في وعي المرأة , وبروزها كرقم صعب ومرجح في كثير من العمليات الانتخابية.