طــــــفـــــوا..!

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - طفوا..! وعلى حضرة الشموع وأضوائها الخافتة أكتب المقال  ولا شيء يدور في ذهني غير أولئك الأشرار الذين اعتادوا تذكيرنا بطغيان التخلف الذي نرزح تحت وطأته ويطارد حياتنا بلا هوادة إنها اللعنة القادمة من أدغال الجهل وظلمته الكالحة  ولا أدري إلى متى سنستمر
عبدالخالق النقيب –

مقال 

طفوا..! وعلى حضرة الشموع وأضوائها الخافتة أكتب المقال ولا شيء يدور في ذهني غير أولئك الأشرار الذين اعتادوا تذكيرنا بطغيان التخلف الذي نرزح تحت وطأته ويطارد حياتنا بلا هوادة إنها اللعنة القادمة من أدغال الجهل وظلمته الكالحة ولا أدري إلى متى سنستمر في الإذعان لهم ونسلم لعجزنا في تلقينهم الدرس الرادع لقد باءت كل المحاولات بالفشل والإخفاق الذريع دون أن نجد ثمة مبررا يمكن تسويقه والقبول به ويحمل على القناعة في تفسير ما يجري.
طفوا..! وبدلا من انتظار عودة التيار الكهربائي نلجأ كالعادة لتتبع النمط المألوف لصيغة خبر هزيل ينم عن حيلة العاجز إنه في كل مرة يزف إلينا حمق الاعتداء على أبراج الكهرباء وبذات الحروف نستمر في تتبعه ولا يهدأ لنا بال حتى نحصل عليه بطريقة أو بأخرى ليس لنتعرف على الجاني ونقتص منه بل لندرك أننا أمام مشوار طويل مع الظلام وبصدد اعتداء ثان وثالث وكلما أعيد التيار لساعتين أو ثلاث ساعات بشرونا باعتداء جديد ويختمونه (يتسبب في خروج محطة مارب الغازية عن الخدمة) عبارة تجعلني أشعر كما لو أن صاحبها مبتهج.
طفوا..! واحتشدت المولدات الكهربائية التي يحيطنا بها الجيران من كل الاتجاهات لتزيد من الكآبة المخيمة على ليلة تعيش ضجرها تنهال علينا بأصوات مزعجة تصم الآذان وتستبيح سكون الليل وهجوعه فيما الشمعة البائسة تحترق ويتآكل جسدها النحيل بنهم شديد وأنا إلى جوارها أحترق كمدا وغيظا وتتآكلني الحيرة مما يجري ولا شيء من ذلك بإمكانه أن يبدد الظلمة أو يسترد ما سلبه أشرار الظلام..
لقد تعب الناس كثيرا وعلى تلك المهزلة أن تتوقف.

قد يعجبك ايضا