قرارات الهيكلة ‮ ‬الأبعاد والدلالات

أحمد‮ ‬يحيى الديلمي

 - .. ‬الترحيب الواسع الذي‮ ‬قوبلت به قرارات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي‮ ‬رئيس الجمهورية دل على إجماع كل اليمنيين ورغبتهم الأكيدة في‮ ‬إيجاد مؤسسة وطنية موحدة للجيش والأمن تم
أحمد‮ ‬يحيى الديلمي –
.. ‬الترحيب الواسع الذي‮ ‬قوبلت به قرارات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي‮ ‬رئيس الجمهورية دل على إجماع كل اليمنيين ورغبتهم الأكيدة في‮ ‬إيجاد مؤسسة وطنية موحدة للجيش والأمن تمتلك إرادة الفعل وتوفر الحماية اللازمة للوطن وأبنائه وتتصدى للأعمال المشبوهة بما تمثله من خطورة تهدد الحوار الوطني‮ ‬وتضعف المساعي‮ ‬الإنسانية للرئيس عبدربه منصور هادي‮ ‬الهادفة إلى تجاوز حالات الانفلات والتسيب وكبح جماح كل ما‮ ‬يهدد أمن الوطن واستقراره ويقلق السكينة العامة‮.‬
في‮ ‬هذا السياق لكي‮ ‬تكشف عن أهمية هذه القرارات لا بد أن نذكر بأعمال بعض المتنفذين التي‮ ‬ظلت تثير الغضب وتستفز المشاعر كلما تعمدت قلب الحقائق بقصد البقاء في‮ ‬الصدارة عبر استغفال الحيارى القابعين في‮ ‬دهاليز الجهل أو تقديم الفتات للمحرومين لإقناعهم بأنه المنقذ‮ ‬وغيابه‮ ‬يعني‮ ‬هدم المعبد على رؤوس المصلين‮ ‬‮ ‬وهنا تكمن أهمية القرارات ولا بد أن تمثل درس لمن لا‮ ‬يزال‮ ‬يتعامل مع قضايا الوطن بغرور وكبرياء مصطنعة ويحاول استغفال اتباعه لشدهم إلى مواضع الخطر بإثارة العصبيات والفتن والاستهتار بالمشاعر الإنسانية بهدف إثبات قوة الحضور أو الانقياد لإرادات خارجية هدفها العبث بأمن واستقرار الوطن‮ ‬‮ ‬ليدرك الجميع البعد الوطني‮ ‬الصادق لهذه القرارات باعتبارها حدا‮ ‬فاصلا‮ ‬للفوضى ومراحل الاستعداء والتغلب وخطوة استباقية لوضع البلاد على عتبة البناء الوطني‮ ‬الكفيلة بإدارة عجلة التنمية واللحاق بمنظومة الحضارة بأبعادها الإنسانية‮ ‬‮ ‬وصولا إلى تحقيق معدلات تنموية شاملة تتسم بالمساواة والعدل والتوازن‮.‬
مما لاشك فيه أن صدور القرارات في‮ ‬هذه المرحلة الحساسة كان بمثابة ضربة معلم إذ‮ ‬يكفي‮ ‬أن‮ ‬يدرك دورها الكبير في‮ ‬توفير الأجواء الملائمة لمؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الشامل وأهميتها في‮ ‬انعاش ذاكرة أعضاء المؤتمر كلما شعر العضو أنه‮ ‬يعمل في‮ ‬محيط آمن بعيدا عن الاحتقانات وأن الساحات الشعبية والقوى المختلفة تتفاعل معه وتمنحه الإرادة الكافية للفعل واتخاذ القرار الصائب بعيدا عن أية إملاءات أو ضغوط من خارج قاعات الحوار‮.‬
وبعيدا عن كل أشكال الاستقواء والغموض أو التشعب البعيدة عن معطيات الواقع وآفاق القضية الوطنية وكلما‮ ‬يلبي‮ ‬احتياجات وتطلعات الإنسان اليمني‮ ‬في‮ ‬أدنى مستويات الحضور الاجتماعي‮ ‬استنادا إلى ذات الفعل بما اشتمل عليه من بعد وطني‮ ‬وأفق استراتيجي‮ ‬وما حاز عليه تأييد شعبي‮ ‬وإقليمي‮ ‬ودولي‮ ‬عارم فإن الكرة أصبحت اليوم في‮ ‬مرمى أعضاء مؤتمر الحوار‮.‬
بعد زوال المخاوف ومصادر التوتر والاحتقانات فإن الأمر‮ ‬يتطلب بذل جهود إضافية والابتعاد عن أجواء الانفعالات والحوارات السطحية وأن‮ ‬يوظف كل عضو ما لديه من خبرات تراكمية باتجاه التوافق على البدائل والحلول في‮ ‬إطار الالتزام بالمسؤولية الوطنية‮ .. ‬والعمل بشفافية وروح وطنية صادقة وصولا إلى تعزيز الشراكة الاجتماعية وتعزيز مناخات الثقة بين كاف الأطراف السياسية والفئات الاجتماعية لتحقيق أهداف الحوار الوطني‮ ‬الشامل‮.‬
أخيرا مهما قلنا فإن دلالات وأبعاد إيجاد مؤسسة وطنية للحماية وتصحيح العقيدة القتالية للأفراد وجعل ولاء مؤسسة الجيش للوطن كل الوطن‮ ‬يمكن التعبير عنها إذا‮ ‬خلصت النوايا واستمرت التحولات النوعية في‮ ‬إطار القوات المسلحة والأمن‮.‬
والله الموفق‮.‬

قد يعجبك ايضا