كسمكة تلفظ آخر أنفاسها

عبدالمجيد التركي

 - ما أقسى أن تتحدث وأنت تتوهم أن هناك من يصغي إليك. 
كجندي يحدöث نفسه بالخروج من حقل ألغام
ويتوسل بآلهة لم يتصل بهم من قبل!!
عبدالمجيد التركي –
ما أقسى أن تتحدث وأنت تتوهم أن هناك من يصغي إليك. 
كجندي يحدöث نفسه بالخروج من حقل ألغام
ويتوسل بآلهة لم يتصل بهم من قبل!! 
كغريق يرى الشمس من تحت الماء
ويمد لها يده التي كانت تـطبق على فمه كي يتوقف عن الثرثرة..
كإمام يـصلöي بالفراغ رغم خشوعه الذي يكاد يقتله..
كسمكة تلفظ آخر أنفاسها
وتتوسل الصياد أن يخرج السنارة من فمها كي تقول أمنيتها الأخيرة.

***
بي من الضيق ما يكفي لإغراق باخرة..
سأضع شريطا لاصقا على فمي كي لا أقول شيئا..
كما لو أنني في اعتصام لنقابة الصحفيين أو نقابة الفلاحين لا فرق المهم اعتصام..
ليت أن الكهرباء تنقطع الآن كي لا أكتب حرفا.
أفكر بالصعود إلى السطح
لأصرخ كأن لصا في المنزل..
أحسد الذئب الذي يتسكع في الغابة ويعوي
ليستأنس بصوته كلما شعر بالوحشة..
سأصرخ في الصباح
ولن أنسى أن أفتح زجاج السيارة
كي ألفت نظر واحد من المارة لأهمية هذا العمل..

السيارة !!
يا لهذه اللعينة التي تعرف عني ما لو عرفه أصدقائي لنظروا إلي شزرا..
كم أكره “شزرا” هذه!!
ألم يكن هناك متسع للعرب أن يستغنوا عن هذه الكلمة القبيحة
التي لا أدري بماذا تذكöرني!!

قد يعجبك ايضا