ترتيب البيت اليمني!!

يحيى محمد العلفي

 -  حتى نكون منصفين في حق أنفسنا وحق بلادنا.. وأن لا ننخدع وننجر وراء سراب التيارات المنمقة بشعارات الانبهار والنرجسية.. المغلفة بعبارات التمجيد والتهليل والتلميع لأمور وأوضاع وهمية نعتقد بصوابيتها وصلاحيتها لمسار حياتنا بمختلف جوانبها ومجالاتها.. وحتى لانغالط أنفسنا وننبهر بموضات العصر ومجرياته ومتغيراته فإنما هو مطلوب وضروري وملح في هذه المرحلة بالذات من تاريخ شعبنا
يحيى محمد العلفي –
حتى نكون منصفين في حق أنفسنا وحق بلادنا.. وأن لا ننخدع وننجر وراء سراب التيارات المنمقة بشعارات الانبهار والنرجسية.. المغلفة بعبارات التمجيد والتهليل والتلميع لأمور وأوضاع وهمية نعتقد بصوابيتها وصلاحيتها لمسار حياتنا بمختلف جوانبها ومجالاتها.. وحتى لانغالط أنفسنا وننبهر بموضات العصر ومجرياته ومتغيراته فإنما هو مطلوب وضروري وملح في هذه المرحلة بالذات من تاريخ شعبنا اليمني هو أن تنطلق جهونا وأفكارنا من واقعية الأوضاع التي تمر بها بلادنا ومن حجم الإمكانيات المتوفرة وكذا القدرات والكفاءات المتاحة والسير في ذلك وذاك وفق أسس علمية وعملية صحيحة وخطط وبرامج مدروسة متأنية مدركة لمجمل التبعات والنتائج المترتبة عليها.
فالمصارحة والمكاشفة لكافة القضايا التي تتطلبها مرحلة بناء اليمن الجديد والدولة المدنية الحديثة هي ما يجب أن تسود حاضر اليوم والتأسيس لغد واعد بالخير والنماء ومستقبل مشرق وضاء وأن يكون عنواننا البارز ترتيب بيتنا اليمني الكبير أمنا وخيرا وسلاما وسعادة.. وازدهارا واستقرارا مما جعل من الحوار والسير نحو طاولته.. الكبيرة هو المنطلق الأساس للترتيب المنشود الذي يسعى إليه كل اليمنيين باعتباره الخط الفاصل بين عهود الاستئثار بالسلطة وعصور الأنظمة الشمولية الاستبدادية الظالمة وبين عهد التوافق والوفاق والاتفاق فيما بين أصحاب البيت الواحد والوطن الموحد وتصبح العملية السياسية والديمقراطية محط تصالح وتسامح ووئام وبما يعزز قدرة الإنسان اليمني على تجاوز كافة الأزمات والمحن وتفوقه في اللجوء إلى وسائل حضارية لمعالجة قضاياه ومشاكلة وخلافاته – كما هو حال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نراه.. اليوم ومنذ أول يوم لانعقاده يقف أمام كثير من المعضلات والقضايا التي كادت بعضها أن تعصف بالوطن وأهله إلى هاوية الحرب والدمار.
ومنها على سبيل المثال قضيتي صعدة والجنوب – والتي برزت نقاشاتها كأولويات أساسية في جدول أعمال المؤتمر من أجل الخروج بنتائج إيجابية ترضي كافة الأطراف وتخدم بالتالي أهداف إعادة ترتيب البيت اليمني وبناء الدولة المدنية التي تمثل جميع أبناء الشعب دون استثناء ولا اقصاء ولا انتقاء.
وحيث أن هاتين القضيتين هما مرتكز الحوار فإن ما يجب تفعيله إزاءهما هو البت الموضوعي والبدء الحاسم فيما يجب أن تكون عليه الحلول والمعالجات أكان من حيث التعويض أو إعادة الإعمار أو اللامركزية واستيعاب كافة الكوادر والامكانيات المطلوبة ومن ثم تحديد سقف لزمني للتنفيذ الفعلي على أرض الواقع.. وعندها تبقى سائر القضايا المطروحة أمام المؤتمر في عداد التناول الممكن الذي يسهل معالجها في وقت قصير وبإمكانيات يسيرة.. فبناء الدولة والحكم الرشيد وتحديث وتفعيل الأنظمة والقوانين ما هي إلا معطيات تشريعية يمكن توجيهها في ظل أوضاع آمنة مستقرة واجماع وطني توافقي متكامل.. وذلك لن يتأتى ولم يتم ما لم تكن هناك قناعات ومصداقية واخلاص لدى المؤتمرين وقد فاق تعدادهم عدد الأيام التي سيقضونها على طاولات التحاور والنقاش … فهل يصدقون ما عاهدوا الله عليه ويوفوا بالوعد ويكونوا عند حسن ظن شعبهم بهم ليصبحوا إذا ما أفلحوا هم القدوة والصفوة التي يعول عليهم في إخراج اليمن إلى بر الأمان وفي بناء الدولة الحديثة وترتيب البيت اليمني¿!

قد يعجبك ايضا