اللاجئون السوريون.. دراما حزينة عنوانها “المعاناة”

تحقيق هشام المحيا


تحقيق/ هشام المحيا –

قصص مأساوية تختلف باختلاف الأشخاص وفي تفاصيل كل حكاية لحظات مبكية هذه القصص من إنتاج سوري لكن هذه المرة ليست درامية تقوم بعرضها بعض القنوات التلفزيونية بل قصص حقيقية مأساوية تعكس واقع اللاجئ السوري في بلده الثاني اليمن الحبيبة أبطالها اللاجئون السوريون يشارك فيها المواطن اليمني بينما لعبت المنظمات والجمعيات دور (الكومبارس) وفي هذا التحقيق نحاول الإجابة على السؤال: هل وجد السوريون في يمنهم ما فقدوه في وطنهم ¿… نتابع:

أزمة ضمير
آلاف اللاجئين السوريين في العديد من المدن اليمنية لاقوا الأمرين ويعيشون في ظروف صعبة للغاية يجوبون الشوارع ليلا نهارا بحثا عن لقمة عيش على الأقل كفلها لهم القانون الدولي فلم يجدوها إلا من أيدي الناس الغلابا والذين لا تقل أوضاعهم صعوبة عن اللاجئين السوريين.
ولكنهم لا يبخلون بما يملكون على إخوانهم الذين شردتهم الحرب في الوقت الذي تقوم فيه بعض المنظمات والجمعيات باستجداء الأموال وجمعها من أجل الإنسان وباسم حقوقه.
مئات اللاجئين إن لم نقل الآلاف ممن حاولنا أخذ معلومات عنهم وعن الدعم الذي يتلقونه تبين أن أغلبهم لا يعرفون أي جهة ممن ذكرنا لهم سواء من الجمعيات أو المنظمات أما الذين يعرفون بعض المقرات فمنهم من قال بأنه ذهب إليهم ولم يعطوه شيئا والبعض الآخر وهم قلة ذكروا بعض الدعم الذي وجدوه وعلى الرغم من أن الجمعيات في اليمن يصعب حصرها وعدها ولكنها لا تقوم بدورها الإنساني إلا ما رحم ربي ممن كانت نياتهم صالحة وهو يعدون بالأصابع.
وفي استطلاع أجريته في صنعاء لتقييم عمل المنظمات والجمعيات وقد شمل 318 أسرة أي ما يقارب 1258 فردا تبين أن ما نسبته 13% فقط هم من تحصلوا على الدعم أما البقية فهم يعيشون على ما يتلقونه من المواطنين كما تبين أن 82% ممن شملهم الاستطلاع من النساء والأطفال الأمر الذي يحتم على الدولة والمنظمات أن تقوم بعملها على أكمل وجه.

جهود
لم تقف الدولة مكتوفة الأيدي حيال الأوضاع المتردية للاجئين بشكل عام فحاولت بشتى الوسائل والطرق مساعدتهم ولكن الواقع الذي يجب أن يعترف به هو أن البلاد تمر بأزمة سياسية ومالية مما يجعلها عاجزة أمام تدفق اللاجئين وقد أشارت وزيرة حقوق الإنسان في تصريح لها في وقت سابق إلى أن بلادنا لاتزال تعاني من مشكلات داخلية تتمثل في عدم قدرتها على الإيفاء بمتطلبات اليمنيين أنفسهم من الغذاء والمياه والخدمات الصحية والخدمات التعليمية فبلادنا بحد ذاتها دولة تعاني من مشكلات صعبة وأزمات اقتصادية.

الأمم المتحدة
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اعتبرت اليمن واحدة من البلدان الفقيرة التي من المحتمل أن تستضيف المزيد من اللاجئين السوريين خلال المرحلة المقبلة مشيرة إلى أن هذا البلد الذي يعاني أساسا من مشكلة النزوح من القرن الأفريقي قد يواجه صعوبات كبيرة في تأمين الاحتياجات الإنسانية اللازمة للاجئين السوريين.
يأتي هذا في ظل تدفق للاجئين حيث ذكرت بعض الأرقام أن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى ستة عشر وخمسمائة ألف لاجئ في اليمن تقريبا إلا أن العدد الحقيقي يفوق ذلك بكثير. من جهة أخرى المسئول الإعلامي للمفوضية زيد العلايا ذكر أن المفوضية تقدم للاجئين بشكل عام الاستشارات القانونية والخدمات الطبية والحماية الأمنية وخدمات أخرى أما المساعدة المالية فلا توجد إلا للأشخاص الأكثر معاناة مثل المعاقين الأمر الذي تشكر عليه مكتب اللاجئين كما يتمنى الكثير ألا تتوقف الأمم المتحدة عند هذا الحد من الدعم فاللاجئون يحتاجون إلى الدعم المالي أكثر من غيره.

معاناة
الطفل محمد في العاشرة من عمره من ريف دمشق فقد أباه في قصف على حيهم فقرر محمد ووالدته وأخته التي تكبره بثلاث سنوات أن يرحلوا من بلدهم أخذت الأسرة ما بقي لهم من زاد ومتاع وأخذ محمد لعبته وانطلقوا إلى اليمن لعلهم يجدون المأوى والغذاء فلم يجدوا إلا بيت الله . سألنا محمد ما الذي فقدته نظر إلينا وإلى عين أمه الغارقة بالدموع وانطلق إلى حضن أمه مسرعا وهو يردد ” لا شيء لا شيء”.
أم محمد تقول ” فقد محمد أباه وعمه ولعبته ومدرسته وأخاف أن يفقد لقمة عيشه والتي أبحث عنها في الشوارع كل يوم أمد يدي إلى كل الناس الأمر الذي لم يخطر ببالي منذ أن عرفت نفسي ولكنها مشيئة الله لم تر هذه العائلة من المنظمات الإنسانية إلا الإعلانات والحديث الذي لا يغني عن شيء- حد وصفها وتضيف: دخلت على إحدى الجمعيات الخيرية وقابلت رئيسها فرفع يده إلى السماء وهو يدعو لشعب سوريا وبينما أنا خارجة أعطاني مائة ريال يمني وبعدها بلحظات أخبرني أحد الأخوة بأن المائة الريال مزورة . فتقول ” الخير ليس معدوما في أهل اليمن

قد يعجبك ايضا