مــا يــزال الكöتــاب سيــد التلــقöي
جميل مفرöح
جميل مفرöح –
راهن قليلون على اندحار الوسائل القديمة للمعرفة والثقافة والتلقي مع تطور تلك الأساليب والطرائق وظهور وسائل وسبل جديدة طغت وسهلت التناول مع المعرفة والتثقف والاستزادة العلمية وحاول البعض ممن هم منبهرون بشكل مطلق بكل جديد ومتجدöد طمر كل ما هو قديم من الوسائل وقرنه بالتراجع والكلاسيكية والتأخر.. بينما تماسك كثيرون من أصحاب المعرفة والثقافة والكتابة والقراءة بأكثر قوة عقلانية بفكرة استحالة التخلي عن الطرائق القديمة للمعرفة والتثقف مبدين الكثير من المبررات والتعليلات المقنعة لو مرöرت بالتأمل والتدبر.. ومع ذلك تظل فكرة التعامل مع الجديد ومقاطعته معادلة قائمة.. إنما هناك من يبررها ويعيدها للمنطق ويخضعها للواقع فيما ثمة من يرجعها إلى عوامل نفسية مقترنة بالخوف من كل جديد ومتجدöد وبالتالي يعيدها إلى ثقافة التزمت والتشدد وفكرهما الرجعي أو المتراجع والمتخلف عن العصر وتقنياته وموجوداته وابتكاراته..
في جانب من ذلك (الثورة) أخضعت وسائل التلقي والقراءة الحديثة للحكم بين مجموعة من أقرب وأكثر المتعاطين معها من شريحة الكتاب والمثقفين والأدباء, لتجد أن الكتاب الورقي ما تزال له على المستوى النفسي والمعنوي تلك المساحة من العشق والألفة والعشرة المتينة رغم ما جد واستجد من وسائل حديثة كما أنه ما يزال يشكل ضرورة مرجعية أمنية على اعتبار إمكانية سقوط وتلف الوسائط البديلة.. ومن الواضح أنه لم يكن هناك من يرفض الوسائل الحديثة ولكن بكونها وسائل بديلة سهلت وتسهل التلقي وأعادوا المرجعية الأول والأهمية القصوى للكتاب الورقي.. فلم تكد تخلو معظم مساهمات من طرحنا عليهم الاختيار والتعليل في هذا التحقيق فكرة (…..وخير جليس في الزمان كتاب).. وفيما يلي حصاد وجنى ما زرعناه من طرح في تفاعل وانفعال تلك المجموعة:
فرض نفسه!!
الكاتب عبدالله الدهمشي:
أفضل الكتاب الورقي لأنه رافقني منذ الطفولة وأجد به لذة القراءة وأحن دائما إلى تلك اللذة التي كانت تغمرني وأنا أطوي صفحاته بين يدي مبتهجا بالانتهاء منها.. الكتاب الورقي علمني لذة السؤال عن المعرفة أهداني فرحة الانتصار على الحظر والمصادرة هو بالنسبة لي رفيق عمر كان رفيق الطفولة والصبا ورفيق التنوع المعرفي والاختلاف الأيديولوجي ولا يزال بيد أن الكتاب الالكتروني أو الطرائق الالكترونية تفرض نفسها على كل قارئ ومتابع لجديد المعرفة لذلك فرض نفسه بالقوة ذاتها التي لمصادر المعرفة بغض النظر عن الوسيلة التي حملتها.. وعلى كل بالنسبة لي شخصيا أزاوج بين الوسيلتين مستمتعا بالبحث عن المعرفة بين رفوف مكتبتي الورقية أوعلى الشاشات الحديثة فأنا في الأول والأخير قارئ وقارئ فقط أيا كانت الوسيلة التي أستخدمها.
إصغاء إلى الحروف
الكاتب والصحفي بدر بن عقيل:
يظل الكتاب برائحة ورقه وتقليب صفحاته واحتضانه والتوقف بين كلماته وسطوره وصفحاته يمنحك إحساسا جميلا بأنك بين لحظة وأخرى ومكان ومكان تعيش في حالة عشق لا تنتهي.. أليس هو خير جليس¿
والقراءة في ثنايا كل هذا الإحساس تمنحك دفء المشاركة والتأمل في ما وراء السطور أو الصورة ولعل ذاكرتك تكون في حالة تأهب واستيعاب وأصغى لرنين -وان شئت- لهمس الحروف واختزال الذاكرة والوجدان لما يريد أن يصل به الكتاب من رسالة ومعان ودلالات..
أما الكتاب (الالكتروني) إن جاز التعبير فقراءته مجردة من الإحساس طاردة للتركيز باردة كبرودة (الجهاز) نفسه وقد ينقطع حبل تواصلك في قراءته بسبب معتوه اعتدى على شبكة خطوط الكهرباء..وهم كثر!!
تهديد بالانقراض
الكاتب آدم التكروري:
أفضل قراءة الكتاب الورقي على قراءة الكتاب الالكتروني لأنني أجد المتعة في القراءة وأنا أتصفح الورق أسافر ما بين السطور, أرحل مع كل صفحة ورائحة الورق تعطر أنفاسي.. وحين أحط رحالي من القراءة يبقى النظر إلى دفتي الكتاب مرسوم.. اقتناء الكتاب الورقي مغنم كنز معرفي خير ما يورث الكتاب الورقي لا يحتكر بعكس الكتاب الالكتروني هو عبارة عن تقنية يتحكم فيها من يمتلكها وهي غير متاحة في غير الحضر في هذه الأيام ومن وجهة نظري الكتاب الالكتروني خطر يهدد الكتاب الورقي بالانقراض.
ارتباط روحي
الناقد والكاتب خالد الشامي:
الوسائط الحديثة ربما تكون ألد أعداء الكتاب أولا وألد أعداء القراءة ثانيا لأنها صارت أكثر متعة أحيانا فالقارئ يمكنه التفاعل المتنوع مع الكتاب الإلكتروني من إشارات ومقارنات وغيرها لكن ذلك جعل القارئ أكثر كسلا حيث كان يضطر إلى قراءة الكتاب كله أو معظمه للحصول على المعلومة بينما صار قارئ الكتاب الإلكتروني يكتفي بالبحث عن المعلومة مباشرة دون أن يمر غالبا
