ما يغفله الحراك الجنوبي

فايز البخاري


 -  تتواصل الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية وترتفع الأصوات المنادية بالانفصال أو فك الارتباط وحق تقرير المصير من بعض الأصوات التي عهدناها تتقدم المشهد السياسي في تلك المحافظات لعقود من الزمن لم يكن حض تلك المناطق منها سوى الخراب والدما
فايز البخاري –

تتواصل الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية وترتفع الأصوات المنادية بالانفصال أو فك الارتباط وحق تقرير المصير من بعض الأصوات التي عهدناها تتقدم المشهد السياسي في تلك المحافظات لعقود من الزمن لم يكن حض تلك المناطق منها سوى الخراب والدمار ونشر الحقد والكراهية لاتزال تئز في القلوب أزيز المرجل منتظرة الفرصة السانحة للانطلاقة الكبرى التي لن تبقي ولن تذر.

ومع أن الشعب اليمني من أدناه إلى أقصاه مع المطالب الحقوقية ورفع المظالم في إطار البيت الواحد إلا أنهم غير متوافقين على مبدأ الانفصال ليس لشيء أو مصلحة سوى بقاء الإخوة في إطار البيت الواحد… وإلا ما معنى أن أكون أنا أو أي صحفي آخر أو مواطن بسيط يسكن أعالي جبال إب أو تعز أو صعدة أو حجة أو البيضاء متمسكا بالوحدة مع أنه لايوجد لدينا لا في الجنوب ولا في الشمال حتى لبنة واحدة وليس لنا لا من بعيد ولامن قريب أية صلة بتجار الأزمات أو ناهبي الأراضي ومن يقتاتون على مواجع الشعب وآلامهم!
إننا كمواطنين بسطاء حين نتمسك بالوحدة فهو نابع بالدرجة الأساس من حبنا لإخوتنا في الجنوب وحرصنا على أن يظل اليمن كبيرا مهابا بوحدة أرضه وتلاحم أبنائه .. وهو ما يجب أن يعيه أخوتنا في المحافظات الجنوبية .
أما بالنسية لحق تقرير المصير والارتهان لقراري مجلس الأمن الصادرين أثناء حرب صيف 49م فليس لهما أي مسوغ لأن القرارين لم ينصا أبدا على حق تقرير المصير ولا على أن الصراع بين دولتين ولو كان الحال هكذا لأيدت مطلب الحراك الكثير من الدول.. ومن جهة أخرى ووفقا للقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة لايمكن أن يتم تقرير مصير أي دولة قامت على أساس وحدة اندماجية الا باستفتاء كل الشعب على اعتبار أنهم الجميع معنيون بتقرير المصير بعد أن اندمجوا في دولة واحدة تداخلت فيها المصالح لاجتماعية – كالمصاهرة – قبل الاقتصادية.
وعليه نقول لإخوتنا في الحراك الجنوبي الذي يهمنا أن نكون وإياهم على درجة سواء في المواطنة المنتقصة التي يشكو منها قطاع كبير ورقعة جغرافية مترامية الأطراف في هذا الوطن لصالح شرذمة من المنتفعين ومصاصي خيرات الشعوب الذين لايرون في الآخر إلا دونا هؤلاء هم أعداء الوطن الحقيقون. وعلى إخواتنا في الحراك إدراك ذلك والمسارعة إلى وضع أيديهم في أيادي بقية إخوانهم اليمنيين من أجل إخراج اليمن من بوتقة الصراع والفتنة التي إن عصفت فلن تدع أمامها شيئا مذكورا وعليهم لابتعاد عن التغرير عن البسطاء تحت يافطة تقرير المصير وقراري مجلس الأمن والارتهان لقيادات مأزومة ومشؤومة نوع من االمجازفة التي لايجوز الخوض فيها في ظل الإجماع الدولي على وحدة اليمن.

قد يعجبك ايضا