اغتراب اليمني

معاذ القرشي


 - اغتراب اليمني عن أرضه هي السمة الغالبة في تاريخ هذا الشعب حبا لأرضه المهاجر منها إنها مفارقة لاغتراب اليمني بمقاس أي شعب لكن بواقع اليمنيين تفقد غرابتها وتصبح أمرا منطقيا إذا ما غصنا في الأسباب الحقيقية لاغتراب اليمني وتشييده لأرض ل
معاذ القرشي –

اغتراب اليمني عن أرضه هي السمة الغالبة في تاريخ هذا الشعب حبا لأرضه المهاجر منها إنها مفارقة لاغتراب اليمني بمقاس أي شعب لكن بواقع اليمنيين تفقد غرابتها وتصبح أمرا منطقيا إذا ما غصنا في الأسباب الحقيقية لاغتراب اليمني وتشييده لأرض ليست بأرضه ولم يفعل ذلك إلا لحرمانه من أن يفعل ذلك في أرضه.. لهذا أبدع بعيدا وصنع تاريخا مزج بسنوات من البذل والتعب والمعاناة والصبر على الكثير من مرارات الغرية..
الغربة مدينة اليمنيين الفاضلة
اغتراب اليمنيين عن بلادهم له أسبابه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أيضا وهي الأسباب التي مثلت عائقا أمام اليمني للخلاص حاول اليمني أن يواجهها لكنها كانت أقوى منه لم يحتمل الهزيمة التي حلت به لهذا أصدر قرار الغربة ليس بحثا عن مدينة فاضلة تحدث عنها الفلاسفة كثيرا ولكن بحثا عن وسط يساعد على أن يعمل فيه اليمني ويعيش فيه حياة مستقرة.. وعندما تسنى لليمني ذلك قدم أجمل ما لديه إذا الغربة للخلاص من واقع ما يعيشه اليمني في بلده سبب ترحاله الدائم..
غياب الدولة المستقرة أنتج شعبا مهاجرا
وعندم نقول غياب الدولة المستقرة نعني بها غياب الدولة المبنية على قناعت جميع أبنائها المستوعبة تعدد رؤاهم وهذا النوع من الدول لا يبنى إلا بإشاعة ثقافة الحوار وهذا الشيء لم يحدث لقد غلب اليمنيون دوما أكثر الخيارات تدميرا وهذا الواقع أنتج شعبا مهاجرا أو يتأهب للهجرة وكلما ظل أفق الحل العقلاني غائبا. جاء بعده موسم للهجرة للخلاص مما يحدث هاجر اليمني هربا من الإمامة كما هاجر هربا من الاستعمار واعتقدنا أن هجرات اليمنيين ستوقف مع بزوغ ثوراتهم التحررية لكنها زادة أكثر لأن نتاج الثورات لم يأت ببدائل تجاوز الماضي المتخلف وإن كان ظاهرها يدعو إلى مواجهة الماضي المتخلف الذي مثل عام طرد لليمنيين وفي الغربة وجد اليمنيون فرصتهم ليقولوا نحن هنا أجبرتنا ظروف الداخل على البقاء بعيدا وظلوا يراقبون أوضاع بلادهم مع قناعاتهم التامة إن العودة في ظل غياب أفق يبشر بولادة دولة تبنى على الحوار والتفاهم وحماية الحقوق واجتناب الخيارات الدامية يمثل انتحارا.. ولم يجد اليمنيون بدا من استمرار قوافل غربتهم السير نحو المجهول الذي كان بالنسبة لهم أهون من واقع ما تعانيه بلادهم تلك النهدة العميقة التي يطلقها اليمنيون تعبيرا عن مرارة الاغتراب هي جرس ظل يدق ولا من مجيب.. لقد ظل يعاني هناك لقد خلد معاناته القصائد والأغاني ومنها أغنية البالة.. لكن قافلة اليمنيين ظلت تسير لأن المراحل المتبقية للوصول للخلاص طويلة ولأن وجه فجر اليمنيين لايزال عابسا «ياقافلة عاد المراحل طوال وعاد وجه الفجر عابس» ولطالما تساءل اليمنيون إلى متى يظلون تائهين بين الموانىء والمطارات التي ملت منهم أوملوا منها لا فرق فالنتيجة واحدة.
اقتراب أفق الحل ببشارات الحوار
اليمنيون اليوم أمام لحظة فارقة وهم يبحثون عن أفق الحل يتسع لكل الآراء أفق يتجاوز الماضي ويشخص الأسباب الحقيقية التي ضيعت الفرص من اليمنيين ومزقتهم في العديد من البلدان يعمرون أرضا ليست أرضهم اليمنيون ينتظرون إجابات منطقية لكم من الأسئلة التي ظلت دون إجابة وفي مقدمتها إيقاف قوافل الهجرات هجرات اليمنيين هروبا من الواقع….

قد يعجبك ايضا