بناء المجتمع
د.سمير سالم –
تتميز اليمن بوفرة بشرية كبيرة وقلة الموارد المالية وبالتالي هناك ضرورة لاستغلال العنصر البشري في إحداث التنمية المناسبة في المجتمعات.
إن الوفرة البشرية تحتاج إلى تفعيل واستغلال وتدريب وتأهيل لتستطيع خلق فئات منتجة وليست عبئا◌ٍ على المجتمع ¡ كما أن كل عنصر بشري يتميز بنوع من القدرات وهذا الأمر يدعو لاكتشافها وتوظيفها في الأماكن المناسبة إلا إحداث التنمية البشرية المطلوبة.
حان الوقت لبناء الإنسان وإيجاد بيئة مؤسسية مناسبة نستطيع من خلالها تفعيل الموارد البشرية وتطويرها¡ والعملية بصفة عامة تكاملية لكن في هذا الصدد هناك نقطة مهمة تتمثل في ما تقوم به الجهات والمؤسسات من دورات وبرامج تدريبية مكثفة لكن أغلبها عبثية.
هناك انتشار معاهد ومراكز التدريب والتأهيل البشرية بصورة مكثفة وأغلبها تبحث عن الربح المادي أكثر من تأهيل وتنمية الموارد البشرية والمؤسسية.
بناء الإنسان عملية سهلة متى ما كانت هناك إرادة وتضافر الجهود في اليمن لإحداث تنمية حقيقية في فئة الشباب ¡ لأن المجتمع لا ينهض إلا بالشباب وتطويرهم يتطلب تكاتفا◌ٍ فاعلا◌ٍ من قبل مجموعة من الجهات مثل الشباب والرياضة والتربية والتعليم ومؤسسات التنمية البشرية والخدمة المدنية باعتبارها المؤسسات المرتبطة بشكل مباشر مع الشباب.
هذه الجهات يجب أن تركز على اكتشاف قدرات هذه الشريحة الهامة وتوظيفها بشكل إيجابي في مشروعات تخدم المجتمع¡ المسألة ليست تأهيلا◌ٍ فقط وإنما بأي المجالات ينبغي التأهيل.
هناك أهمية لتوعية المجتمع بمساعدة هذه الفئات ¡ لأن الشباب اليمني يحتاج لمن يسمعه ويتحدث معه ومن يرى ويتلمس همومه ومشكلاته وإلى من يجيبه على بعض التساؤلات الموجودة في ذهنه التي لا يجد الإجابة لها إذا لم يجد من يساعده إلا في الانحراف.
في المجتمع شرائح شبابية تحتاج لاهتمام لإنصات لهمومها وإذا وجدوا الاهتمام المطلوب ستجدهم يفكرون بشكل إيجابي ومنطقي ويتجهون لخدمة مجتمعهم.