المرشدي أصاب في إرجاع أصل الموشح الأندلسي لليمن وأتمنى أن تظهر ملحمة مثل “كلكامش”
حاوره صالح البيضاني

حاوره/ صالح البيضاني –
محمد العرفج أديب وشاعر وروائي سعودي ارتبط اسمه كثيرا بالمشهد الثقافي اليمني من خلال عمله كسنوات في اليمن استطاع خلالها أن يقترب من التراث والأدب اليمني وقد تبلور ذلك على شكل عشرات الدراسات التي كتبها عن الأدب اليمني والشعر الحميني على وجه الخصوص …كما صدرت له مؤخرا رواية بعنوان ( الدور الأعلى ) تدور أحداثها في البيئة اليمنية … ومن خلال هذا الحوار نقترب من عوالم العرفج الأدبية وخلاصات ماكتبه عن الأدب اليمني.
• دعنا نتحدث عن قصائدك التي كتبتها عن اليمن والتي جمعت مابينها وبين نجد وقصائدك التي كتبتها أثناء إقامتك في اليمن .
نعم هناك أبيات وقصائد كتبتها عن اليمن السعيد وقصائد كتبتها أثناء إقامتي فيها فمن الأبيات التي كتبتها عن اليمن والتي انتشرت انتشارا واسعا في الأرض اليمنية هي:
تهتز أقدامي على تراب اليمن
لا شم صدري عطرها الزاكي شموم
وعيني امتلت بجنانها ووديانها
يزداد حبي في هواها كل يوم
فكري علا بعلومها وآدابها
تنزاح منه يابشر كل الهموم
• هذه القصيدة كتبت بلغة عامية فصحى مثل قصائد عبدالله عبدالوهاب نعمان وهو اسلوب غير موجود خارج اليمن .. هل كتبتها بعد قراءتك له¿
نعم كتبت هذه القصيدة بعد تأثري بقصائد الفضول وكيف لا أتاثر بالفضول وهو من أهم شعراء الحداثة الشعبيين في الوطن العربي وإن كان ظلم كثيرا في الإعلام العربي وقد كتبت عنه كثيرا في الصحف الخليجية .
• كيف ذلك¿
عبدالله عبدالوهاب نعمان –رحمه الله- يعد من أهم المجديين في القصيدة الشعبية فهو أول من أدخل فنون وأوزان الحميني في الشعر الشعبي الحر وأول من أدخل المفردة الفصيحة في الشعر الشعبي الحر فهو وإن كان قد أتى بعد جدتنا منيرة المطلق رحمها الله في كتابة القصيدة الحرة إلا أنه سبق شعراء خليجيين وعرب إلى ذلك وتجربته تشابه تجربة يحيى عمر الذي أبتكر الصوت في القصيدة الشعبية لصالح الموسيقى إذ استفاد يحيى عمر من التجربة التهامية في فني الموشحات والمبيتات الحمينية ليدخل ثنائية القافية التي تسمى في الحميني المبيت الثنائي كما أنه يعد من أهم المجددين للقصيدة الحمينية وتأثر به النبطيون مثل ابن لعبون الذي بدوره اطلع بعد قرنين على تجربة يحيى عمر عن طريق الكويتيين الذين زاروا الهند واستمعوا لقصائده وأدخلوها في الصوت مع الموسيقى كما أنه جدد في الكلمة وقال قصائده على ألحان خاصة في القصيدة الحديثة التي نراها اليوم ولكن عن طريق استفادته من التجربة الحمينية في الأوزان والقوافي !
• برأيك كيف تقيم تجربة ابن لعبون وتأثره بيحيى عمر¿
سبق وأن كتبت مقال نشر في جزئين في صحيفة “الرياض” السعودية استعرضت فيه العلاقات الحمينية النبطية وأدخلت الحورانية معهما وكان مما ذكرته أنه من خلال قراءتنا لقصائد يحيى عمر ذي القافيتين (ثنائية القافية) أنه سبق محسن الهزاني فيها الذي عده باحثين ومؤرخين للشعر النبطي أنه من أوائل من نهج هذا الفن وقد فندت هذا في مقال لي نشر في جزئين بالخزامى بعنوان “الشعر النبطي وتأثره بالمدرسة الجنوبية” ويعد يحيى عمر أول من نظم على الطرق الهلالي (البحر الطويل) وتفاعيله (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن) على قافيتين قبل شعراء حمينيون كثر حيث أن بني هلال كانوا يشكلون قصائدهم عدا القافية وأن المحققين أخطأوا في تشكيل قوافي الأبيات التي اوردها ابن خلدون لبني هلال في مقدمته وقبل ما يقارب 300 عام بدأ الشعراء النبطيون والحمينيون ينظمون الهلالي دون تشكيل فأصبح هناك نقص في نهاية الشطر الأول من البيت أدى الى عدم اكتمال الوزن وخروجه الى أوزان أخرى مثل المسحوب (مستفعلن مستفعلن فاعلاتن) لهذا نجد يحيى عمر مقلدا في شعره شعراء تهامة الذين يعدون أول من ابتكر ثنائية القافية واللحن الهجيني والمربوع (المروبع) وغيرها من الابتكارات التي سبقت الشعر النبطي بسبعة قرون كما عند ابن فليته والحكاك والعيدروس وغيرهم عبر فن المبيتات فقد تأثر يحيى عمر بالشعر التهامي كما نجد في قصائده ألفاظا تهامية وإبدال أل التعريف بـ “إم” التهامية كما في قصيدته الهلالية.
في الحديث عن بني هلال أنت تعد أول من اكتشف الموطن الأصلي لبني هلال بن عامر في دراسات كتبتها عن ذلك أعلم أن دراساتك طويلة حول هذا الشأن ولكن نريد باختصار أن تذكر لنا مكانهم التاريخي بالضبط وعن المعارك الصحفية التي جرت بينك وبين الباحث السعودي سعد الحافي .
سبق وأن ذكرت بأن مكانهم وموطنهم الأصلي هو في شبوة! وسبب تأخر ذلك هو التصحيف والتحريف الذي لحق بالأشعار الهلالية التي أوردها ابن خلدون في مقدمته وأتذكر أن أول من أشار إلى وجود التصحيف والتحريف من قبل المحققي