” انتظروا إنا منتظرون ” ..!!

أحمد غراب

 - لم نعد ننتظر قدوم اليمن السعيد بمشدته الحمراء ومشقره الأخضر !
لم نعد ننتظر الأستاذ ازدهار اقتصادي ولا البروفسورة تنمية ¿
لم نعد ننتظر الحاج استثمار ولا الدكتورة سياحة ¿!
أحمد غراب –
لم نعد ننتظر قدوم اليمن السعيد بمشدته الحمراء ومشقره الأخضر !
لم نعد ننتظر الأستاذ ازدهار اقتصادي ولا البروفسورة تنمية ¿
لم نعد ننتظر الحاج استثمار ولا الدكتورة سياحة ¿!
لم يعد في قلوبنا مساحة لانتظار أي شيء من تلك الأحلام الكبيرة التي ظلت مجرد حبر على وروق ووعود وأمنيات وتصريحات.
أصبحت حياتنا اليومية في اليمن مسلسلا من التعب المتواصل ومعاناة لا تنتهي مع ابسط الخدمات الأساسية ومتطلبات الحياة المعيشية.
اختزلنا نتظاراتنا في غياب الكهرباء !
اختزلوا انتصاراتهم في عودة الكهرباء ولو لساعات محدودة !
ما أصعب ساعات الظلام بانتظار الكهرباء !
ماذا تركتم لنا من الأمنيات والأحلام سوى بضع سويعات من الكهرباء ¿!
محمد عبدالوهاب غنى عندما يأت المساء ونحن نغني عندما تأت الكهرباء.
والله اني صرت استحي من كثرة ما كتبت عن المواطير والكهرباء واسأل نفسي ليل نهار يا احمد يا غراب هل درست أربع سنوات إعلام لتقضي ثلاثة أرباع عمرك في الكتابة عن انطفاء الكهرباء ¿!
وبعد عمر طويل إن شاء الله يقال في بيان نعيك انتقل إلى رحمة الله بعد عمر قضى معظمه في الكتابة عن الانطفاء الكهربائي وعندما يقرأون وصيتك يجدون فيها ” اتقوا الكهرباء فقد قتلت اخاكم عبده فشفشي “.
بالأمس طفت الكهرباء ليوم كامل لأن احدهم قام بربط عشوائي من الخط فتكاتفنا واعدنا إصلاحه فانطفأت الكهرباء مرة أخرى لأن الكابل ضرب بحسب طوارئ الكهرباء فانتظرنا اصلاح الكابل وعودة الكهرباء فعادت ثم انطفأت لأن الفيوز حرق وبعد اصلاح الفيوز انطفأت بتاتا البتة لماذا ¿ قالوا خلل فني بسبب خروج الحسوة قلنا خللوه أي التيار الكهربائي وبعد معالجة الخلل عادت الكهرباء ثم انطفأت لأنهم ضربوا الكهرباء في مأرب تعددت الأسباب والانطفاء واحد.
كان يوما اسود يوما عرفنا فيه اختراعا اسمه الكهرباء جعلونا نكره شيئا اسمه الكهرباء طفت الكهرباء ولعت الكهرباء ولعت وطفت طفت وولعت طفي لصي ولصي طفي هيا قرروا واختاروا يا طفي يا لصي لا يوجد منطقة وسطى ما بين الظلام والنور.
في امتحان العلوم سأل المعلم تلاميذه من هو مخترع الكهرباء ¿ ولأن الطلاب لا يذاكرون بسبب انطفاء الكهرباء أجاب اغلبهم بأن مخترع الكهرباء هو كلفوت.
تصورت أن توماس اديسون مخترع المصباح الكهربائي اطلع على هذا الموقف ماذا سيكون شعوره لاشك انه كان سيصرخ بجنون :
” لو كنت اعلم أن اليمنيين سيكلفتونني ما اخترعت الكهرباء ولجعلت البشرية تغرق في الظلام “.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

قد يعجبك ايضا