إنصاف الشباب

خليل المعلمي


 - 
بعد عامين على انطلاق ثورة الشباب في الـ11 من فبراير احتفلت الأوساط الرسمية والشعبية بانطلاق هذه الثورة التي تزامنت في كل من صنعاء وتعز وعدن وغيرها من المحافظات.. حيث خرجت مجاميع
خليل المعلمي –

بعد عامين على انطلاق ثورة الشباب في الـ11 من فبراير احتفلت الأوساط الرسمية والشعبية بانطلاق هذه الثورة التي تزامنت في كل من صنعاء وتعز وعدن وغيرها من المحافظات.. حيث خرجت مجاميع الشباب تشدو التغيير وحركت المياه الراكدة لتنظر إلى المستقبل بعين الأمل لتصنع للأجيال القادمة غد مشرق يتناسب مع مرحلة التطور التي يعيشها العالم.
لقد قدم الشباب خلال تلك الأيام الغالي والنفيس قدموا أرواحهم غالية ينشدون مستقبلا مشرقا تتحقق فيه قيم العدالة والمساواة وتتوفر فيه فرص العمل وتختفي المحاباة والمجاملات وتغلق منابع الفساد ويصبح القانون هو السائد والمرجعية للجميع في المؤسسات العامة والخاصة.
لقد اعترفت جميع القوى السياسية والحزبية بمطالب الشباب منذ الوهلة الأولى واختلفوا بالكيفية المناسبة لتنفيذ مطالبهم ولم تكن لهم نية في ذلك سوى استغلالهم من أجل تحقيق أغراض سياسية خاصة بهم.
وتظن هذه القوى السياسية أنها قد أنصفت الشباب بالوقوف مع مطالبهم والاعتراف بثورتهم المطالبة بالتغيير في جميع المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأن برامجها الحالية ورؤاها السياسية كافية لتلبية تلك المطالب وهي لا تعرف بأن الزمن قد تغير وقد أصبحت جميع الأيدولوجيات القديمة في مهب الريح.
إن إöنúصاف الشباب لا يأتي من خلال ذلك خاصة وأن هذه القوى لم تعمل على تحديث مشاريعها السياسية أو تنمية ثقافة أعضائها أو القيام بنشر أفكار جديدة تتبنى الحوار مع الغير واحترام آراء الآخرين وتقديم البرامج الأصلح والأنفع للمرحلة التي نعيشها كما أنها لم تمض قدما في تبني النهج الديمقراطي داخل مؤسساتها الحزبية لتعطي للشباب فرصة تقديم أفكارهم والمنافسة على المناصب العليا في الحزب.
ونحن على عتبات انعقاد مؤتمر الحوار الوطني تبقى القوى السياسية أمام اختبار حقيقي عندما تجلس على طاولة الحوار مع خصومها السياسيين خاصة وأن أصواتها قد تعالت بأنها تملك مشروع بناء الدولة الحديثة فهل ستراعي تلك القوى والأحزاب مصلحة الوطن وهل ستنصف الشباب الذين قدموا أرواحهم منذ ثورة 1948م مرورا بثورتي سبتمبر وأكتوبر وحتى ثورة فبراير 2011م أم أنها ستمضي لتحقيق مصالحها الحزبية والشخصية وتجاهل كل ذلك.
فقد حان الوقت لكي تثبت هذه القوى والأحزاب مصداقيتها فيما كانت تقول وتدعي وعليها أن تسعى لإنجاح الحوار والخروج باليمن من أتون الصراعات التي عانت منها منذ أكثر من نصف قرن وأن تقدم جاهدة رؤى جديدة وأفكارا حديثة وبرامج عملية لبناء دولة مدنية حديثة دولة النظام والقانون دولة الحقوق والمواطنة المتساوية لتكون بذلك قد أنصفت الشباب.

قد يعجبك ايضا