مديرية السخنة (موطن العلماء و المبدعين)
محمد محمد العرشي

محمد محمد العرشي –
إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها وتراثها الأدبي والفكري ومعرفة رجالها المبدعين على مر العصور يساعدنا على الارتفاع بمستوى وعي أبناء شعبنا ونغرس في نفوسهم حب الوطن ونعزز روح الانتماء لهذا الوطن الذي وصفه نبينا ب(الإيمان والحكمة) فيجب علينا نحن اليمنيون أن يكون الإيمان سلاحنا وحب اليمن غايتنا وتنمية بلادنا وسيلتنا وتشجيع المبدعين طريقنا إلى الرقي والسمو بين الأمم والشعوب. بحيث نتمكن من استغلال ثرواتنا لتحقيق رفاهية اليمنيين وكفى إهدارا لطاقاتنا ودمائنا في الصراع وها هي مديرية السخنة أمامنا بعلمائها ومبدعيها وأدبائها فلنسارع إلى إحياء وتنمية هذه الثروة لنضمن لجميع أبناء اليمن حياة كريمة ونضع بلادنا في مصافö الأمم ومن ضمن الدول المتقدمة.
السخúنة: السخúن نقيض البارد يقال إني لأجد سخنة من الوجع: أي حرارة (هكذا وردت في كتاب شمس العلوم لنشوان الحميري) وكذا في كتاب (لسان العرب لابن منظور) وزاد سخن الشيء والماء بالضم وسخن بالفتح سخونة وسخانة وسخúنة وسخنت الأرض ويقال شر الشتاء السخين أي الحار الذي لا برد فيه.
مديرية السخنة: تقع في محافظة الحديدة. يحدها من الشمال مديريتا: برع والمراوعة ومن الجنوب مديريتا: المنصورية وبيت الفقيه و(محافظة ريمة) مديرية الجبين ومن الشرق (محافظة ريمة) مديرية بلاد الطعام ومن الغرب مديريتا: المراوعة والدريهمي. وتبلغ مساحتها 380كم2 تضم المديرية 45قرية تشكل مركزين سكانيين (عزلتين) هما: (الرامية السفلى الرامية العليا). وبلغ عدد سكانها في تعداد عام 2004م 59236نسمة.
و تتصل مديرية السخنة بطريق السيارات الآتية من الحديدة على طريق المنصورية والمسافة بينهما 70كم.. وجاء في معجم البلدان والقبائل اليمنية أن الرامية قبيلة وبلاد جنوب شرق الحديدة بمسافة 66كم. من ديارهم : السخنة والمصبار وعواجة ودير القماط وشجينة والزعاور.
وقد ورد في (صفة جزيرة العرب) للهمداني السخنة بضم السين المهملة وسكون الخاء المعجمة وفتح النون آخرها هاء موضع في بلد الرامية من عك شرقي المنصورة من تهامة وتقع حزاز جبال ريمة الأشابط (ويطلق عليها الآن محافظة ريمة). وتقع السخنة في موقع معزول بعض الشيء على حافة منطقة تهامة شرق الحديدة بالقرب من القلاع القائمة فوق المرتفعات. وفيها منبع من المياه المعدنية الساخنة يستشفى بهذه المياه لأوجاع الروماتزم والأمراض الجلدية.. وكانت المياه الحلوة تجلب إلى السخنة من بعد خمسة كيلومتر بواسطة السيارات وهناك مشروع لتوصيل المياه الارتوازية. ومن أوديتها وادي السخنة الذي ينزل بجنوب الحمام.. ويأتي من غرب جبل الطعام ومن شمال جبال ريمة وتسقى به أراضي المنصورية ويلتقي بمصب سهام في ساحل البحر الأحمر في مواسم الأمطار الكثيرة. وتتمتع السخنة بمزايا طبيعية بالامتداد الجغرافي على سفح جبل (برع) وتعتبر مقصد الكثيرين من الناس من الداخل والخارج باعتبارها مكانا للاستشفاء بالمياه الساخنة العلاجية التي تصل درجتها الحرارية 72 درجة مئوية والغنية بالمعادن والكلوريد والكبريتات القلوية التي تعالج بها الكثير من الحالات مثل التهاب المفاصل والأمراض الجلدية والتناسلية وغيرها من الأمراض..
وقد تمدنت وتحصنت مديرية السخنة (المنطقة التهامية) بفضل الصراعات والأحداث والحروب التي خاضتها وشهدتها اليمن إبان الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية في ظل تلك الحقبة التي تكالبت فيها المطامع الاستعمارية للدول الاستعمارية الكبرى على اليمن وخصوصا هذه الأحداث التي خاضها سيف الإسلام أحمد بن حميد الدين في الحديدة وعلى امتداد أراضي السهول التهامية والذي اتخذ من مدينة باجل مركزا لتجمع جيوشه ومؤيديه حتى توالت المتغيرات والأحداث لتجبره على تغيير مركز تجمع جيوشه ومكان تواجده في باجل إلى مكان آخر هو السخنة ويتخذ منها مركزا بديلا من باجل بعد أن وجدها الأقرب له في هذا الجانب من مدينة الحديدة وفي هذه الأحوال التي مرت بها اليمن اتجه سيف الإسلام أحمد في تعمير مدينة السخنة عام1373 هـ – 1940م عشية الحرب العالمية الثانية.
من معالم السخنة:
مدينة وحمام السخنة: تقع مدينة السخنة بحازة جبل برع من الغرب ووادي الملح ويعرف بوادي المر يوجد بها حمام معدني طبيعي يستحم به المصابون بالأمراض الجلدية وفي عام 1373هـ قدم الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين واستحم به من الروماتيزم فأمر ببناء قصر له – وكان المشرف على بناء القصر المرحوم القاضي محمد عبدالله قاسم العرشي والد الإعلامي المعروف الأستاذ/عبدالباري محمدعبدالله قاسم العرشي ووالد الأستاذ طه محمد عبدالله قاسم العرشي – بحيث يشمل القصر على عدة مبان سكنية ومقر للاستقبال ومكاتب ومبنى للجيش ومبنى للبرق ومبنى خاص للمال