أطباء القطاع الخاص.. السلام تحية للمستشفيات الحكومية
استطلاععبدالباسط النوعة

استطلاع/عبدالباسط النوعة –
استشاريون: التزامنا بالعمل العام أخلاقي.. والراتب الحكومي لا يكفي لثلاثة أيام
تزجر مستشفياتنا الحكومية بالكثير من الاستشاريين والأطباء الذين يتمتعون بخبرات وشهادات عالية ولا سيما مستشفى الثورة العام بصنعاء معظمهم ذاع صيتهم وتعالت شهرتهم وباتوا مقصدا للكثير من المرضى ومطمعا للمستشفيات الخاصة وهو ما جعل بعض أولئك الأطباء يفكرون في الاستفادة من هذه المكانة والعمل لساعات طويلة كل يوم وزعوها على عياداتهم والمستشفيات الخاصة حيث تجد استشاريين يعملون مع أكثر من مستشفى خاص وكل هذا على حساب عملهم في المستشفيات الحكومية التي يفتقد مرضاها إلى الرعاية الصحية اللائقة رغم أنها تمتلك كوادر طبية رفيعة إذا ما بحثت عن استشاري أو طبيب يتناقل الناس أخباره يكون الجواب غالبا «عليك بعيادته في شارع…… أو في المستشفى الخاص الفلاني» فلماذا هذا الجفاء بين الكثير من هؤلاء والأطباء وبين المستشفيات الحكومية التي وظفوا فيها وكانت سببا في الشهرة والمكانة التي وصلوا إليها¿ سؤال وجهته الثورة لعدد من الاستشاريين والأطباء من تخصصات مختلفة.
يتفق الدكتور عبدالخالق النونو استشاري أمراض القلب والدعامات معنا في عدم اهتمام بعض الاستشاريين والأطباء بدوامهم في المستشفيات الحكومية ويعتبرها ظاهرة فعلية ومتواجدة.. ويقول: العقد شريعة المتعاقدين بمعنى طالما هذا الطبيب أو الاستشاري أبرم عقدا مع الدولة يتقاضى عليه أجرا مادام مستمرا في التقاضي أيا كان هذا الأجر فهو ارتضاه وبالتالي لزام عليه الالتزام بهذا العقد بلوائح وقوانين الخدمة المدنية المنظمة للعمل وإذا أراد المطالبة بشيء كرفع الأجر فعليه المطالبة وبنفس الوقت لا يترك العمل لأن عمله إنساني وأخلاقي وإلا فليأخذ إجازة ويعمل في جهات أخرى أو يترك العمل في المستشفى العام أما أن يكون موظفا بالاسم ويتقاضى راتبا ولا يلتزم بالعمل فهذا لا يجوز.
بيد أن النونو ما لبث أن أورد أسبابا ومبررات لهؤلاء الأطباء تتركز في مجملها حول قلة الأجر الذي يتحصل عليه أولئك الأطباء والاستشاريون من المستشفيات العامة وهو ما يضطرهم إلى تشتيت أنفسهم بين عياداتهم والمستشفيات الخاصة فالأطباء في كثير من بلدان العالم يعتبرون من أكثر الناس ثراء ولو كان الطبيب أو الاستشاري اليمني وجد أجرا يكفيه في مكان وظيفته أو مع الحكومة تحديدا لاكتفى بها وسخر معظم وقته للمستشفى العام التي يعمل فيها.
وأورد النونو حلا يمكن أن يساهم بشكل كبير في القضاء على هذه الظاهرة وهو يتمثل بالتأمين الصحي الذي يفترض أن تنفذه الدولة على كافة رعاياها أسوة بالكثير من دول العالم الأمر الذي من شأنه تحريك المياه الراكدة وتوفير إمكانيات ضخمة للمستشفيات الحكومية الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على أجواء العاملين فيها وتعميق علاقاتهم بمستشفياتهم..
الالتزام ضروري ولاعذر
الدكتورة أثمار حسين علي أمين عام المجلس اليمني للاختصاصات الطبية والأستاذة في كلية الطب جامعة صنعاء والاستشارية في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة تؤكد أن أي طبيب أو استشاري لديه جدول في العمل ينبغي عليه الالتزام به إذا توفر لديه الشعور بالمسئولية ولا عذر في ذلك. وأضافت: إذا أردنا أن نسميها ظاهرة علينا أن نتساءل أولا هل مرتب الطبيب كاف لتوفير حياة كريمة له ولأسرته¿ وتجزم الدكتورة أثمار أن راتب الطبيب الاستشاري من الدولة لا يكفيه حتى لثلاثة أيام ولهذا يلجأ للعمل في مستشفيات خاصة بالإضافة إلى العمل في عيادته وقد يضطر للجلوس على كرسي الطوارئ وإذا ما كان مرتب الطبيب يكفيه وظروف العمل مناسبة في المستشفى العام فسوف يتفرغ لعمله وتطوير ذاته عبر التواصل مع العالم بواسطة الانترنت ومجاراة التطور التكنولوجي في مجال الطب كل حسب تخصصه والاهتمام بأسرته وأطفاله بدلا من العمل ليل نهار لتوفير المال اللازم للعيش الكريم.
إغراء مادي
دعونا نرى كم هي الأجور التي تكفي الأطباء والاستشاريين والتي يسعون للحصول عليها من خلال العمل في أكثر من جهة لتوفير ما يحتاجون إليه وما يجعلهم يكملون مصاريف شهرهم حسبما تقول الدكتورة أثمار.
الدكتور عبدالكريم الصبري استشاري أمراض وجراحة العظام والمفاصل الصناعية والمناظير بمستشفى الثورة وعدد من المستشفيات الخاصة وصندوق المعاقين ويعمل في عيادته يؤكد أن معظم الأطباء والاستشاريين لديهم الحسبة المادية كم ساعة كم تحصلت من المال فالقطاع العام أجره الشهري توفره في عمل ساعة في القطاع الخاص وممكن بعملية متوسطة لدى القطاع الخاص تتحصل على ضعفي راتبك الشهري في القطاع العام فكيف إذا عملت أربعين أو خمسين عملية متوسطة وكبرى شهريا لدى القطاع الخاص!!¿
وقال إذا ما تحدثنا عن العمليات التي أجريتها في مستشفى الثورة أجري مثلا في الشهر 20 عمل