فاصلة تاريخية

جميل مفرح


 - بادرة طيبة للم الشتات وسابقة حضارية راقية ورائعة اصطادها اليمنيون دون سواهم تؤكد ما أشرنا إليه وأكدنا عليه باستمرار من تميز وخصوصية التجربة اليمنية دون سواها في المنطقة وتعزز لدينا رصيد الثقة والاعتزاز والافتخار بيمنيتنا وت
جميل مفرح –

بادرة طيبة للم الشتات وسابقة حضارية راقية ورائعة اصطادها اليمنيون دون سواهم تؤكد ما أشرنا إليه وأكدنا عليه باستمرار من تميز وخصوصية التجربة اليمنية دون سواها في المنطقة وتعزز لدينا رصيد الثقة والاعتزاز والافتخار بيمنيتنا وتمتن موقفنا حين ندعي الخصوصية والتميز والإتيان بما لم يستطعه الآخرون ولن يستطيعوه في ظروف الزمن الراهن.
نعم إنه مؤتمر الحوار الوطني الذي راهن الكثيرون على فشل انعقاده وما زالوا يراهنون على فشل معطياته ومخرجاته بينما تجتاحنا ثقة لا حدود لها بنجاحه في مجمل تفاصيله ونتائجه ثقة منبعها الإيمان القوي بأن اليمن واليمنيين أكبر وأجدر مما يوضع من تصورات حضارية متدنية المستوى عند البعض وأذكى مما يحاول أن يصمنا به بعض المتحاملين والمستصغرين من أولي السياسة داخل وخارج اليمن.
إن في انعقاد مؤتمر الحوار في هذا الظرف الصعب والحال المرتبك ليس في اليمن وحسب وإنما في كامل أو معظم دول المنطقة لدلالة كبرى على تميز بلادنا شعبا ونظاما أيا كان ذلك النظام تميزا يعطينا الجرأة الأكبر والتحفيز الأصدق لمجابهة الحياة العصرية الحديثة والتعامل مع معطياتها ومتغيراتها المختلفة دون المحاذير والمخاوف التي تفرضها وتمليها التجارب السياسية الكلاسيكية والرجعية التي تجمدت عند فاصلة زمنية ونوعية محدودة وخافت ومازالت تخاف مغادرتها والتخلص من نمطها الجاثم على روح السياسة والاجتماع مما جعلها ويجعلها بين حاصرتين لا فكاك مما تفرضانه من بين ضيق لا أفق له.
مجددا لابد من التأكيد من قبلنا والاعتراف من سوانا أن مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلقت فعالياته وجلساته قبل أيام قليلة فاصلة تاريخية أكثر من هامة في مسيرة وكينونة هذا الوطن الغالي الذي نفاخر وسنظل نفاخر به وبانتمائنا إليه.. أما ما سوى ذلك في ما يتعلق بمجريات ومتغيرات الحال إزاء هذا الحوار فلدينا من الثقة ما يكفي لنطمئن ونتأكد بأننا زاولنا مساحة الخطر واجتزنا وعثاءه ومصائبه.. والجميع يعلم ويؤكد أن ما كنا في حاجة إليه هو مثل هذا الحدث الذي سيقربنا من بعضنا وحسب لأن تقاربنا واجتماعنا على طاولة واحدة كفيل بأن ينقذنا من المخاطر أيا كانت.
ها هو الشتات اليوم يتبدد والتنائي يناى بنفسه عنا.. وها نحن نتحاور عن قرب ونستبدل التجافي والتوعد والتخاصم بإدارة راقية للمحبة والإخاء والشراكة وذلك لا شك ما سينجو بنا مما وقعنا فيه وما كنا سنقع فيه من مآلات قد تذهب بنا وبوطننا بعيدا وترمينا خارج التاريخ بل وخارج الحياة العصرية المأمولة.

قد يعجبك ايضا