أشبه بأعقاب سجائر

خالد الحيمي

خالد الحيمي –
(1)
تصل إليك دعوة فرح من صديق تحترمه كثيرا, تتردد في تلبيتها يصفعك ضميرك, يؤنبك بقسوة: “أيها الرجل الكرتوني يا حفنة صراصير محنطة اذهب .. يجب أن تذهب” . تهب واقفا ترتدي ملابسك بثقالة نذل لا يحترم الواجب وتذهب.
عند الباب تسمع ـ دون قصد طبعا ـ أصدقاء أشبه بأعقاب سجائر يسلقونك بألسنة حداد غلاظ تسعل مختنقا ببراءة زائفة يتنبهون لوجودك يصافحونك باسمين ويتركون لك صدر المكان. تجلس صامتا تتأملهم تهترئ وجوههم وتتساقط على الأرض!
(2)
تسير في الشارع فتفاجأ بصديق عابر يتمنى ـ في سره ـ أن تتعثر. ينتابك شعور بالسخط فتركل كومة أوهام ملقاة على رصيف أفكارك تتناثر الأوهام على وجه صديقك. تقفز إليه تعتذر منه وتؤكد له أنك لم تكن تقصد إيذاءه لا يصدقك. تخبره أنك ترغب ـ حقا ـ بحز رقبته يندهش لذلك الأمر. تبسم له وتخبره أنك تمزح ثم تضحك بزيف كما يفعل الأصدقاء لا يصدقك أيضا. تقترب منه تضع يديك على كتفيه تهمس له: “إن الشرق يحتطب والغرب يشعل النيران فلماذا لا تذهب لتصطلي ..¿!”

(3)
يأتيك اتصال ملغوم عند منتصف الليل تماما يتأكد لك من الصوت المنفجر على الطرف الآخر من الهاتف أن صديقا تعرفه جيدا يرقد في مستشفى لا تعرفها أبدا إثر حادث سيارة كانت تمارس القفز فوق الحواجز عندما دهسته على الرصيف. تفكر فيما يجب عليك فعله¿! تقول لنفسك : “ربما تكون مزحة” وتكرع كأس الماء التي بجوارك وتعاود النوم.

قد يعجبك ايضا