تــمúكöـينú المــــرأة ..!

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - 
• نكتفي نحن الرجال بالغيظ كلما تهادى إلينا شيء من ذلك  ويكتفي الساسة بمبادرات وخطابات تتملق حقوق المرأة  وتسهب في سرد الضرورات الداعية لإدماجها في حقل العمل القيادي والدبلوماسي
عبدالخالق النقيب –

مقال 

• نكتفي نحن الرجال بالغيظ كلما تهادى إلينا شيء من ذلك ويكتفي الساسة بمبادرات وخطابات تتملق حقوق المرأة وتسهب في سرد الضرورات الداعية لإدماجها في حقل العمل القيادي والدبلوماسي ومساواتها بالرجل في صنع القرار تظل مبادرات حبيسة الأوراق وشعارات يتوارى خلفها مرام مؤقتة واستعطاف ناعم يحاكي مشاعر المرأة وأحاسيسها الانفعالية لمجرد استمالتها يستقطبونها بخطب رنانة تدغدغ أسماعها في مشهد انتخابي أو دعاية حزبية سياسية وغالبا ما يتم اللجوء لمثل هكذا خطابات لغرض الاستعراض والتباهي فقط ومع كل حديث نشعر بنوع من المبالغة المفتعلة ..
• مازلنا نكتب عن قضايا المرأة كما لو كنا مضطرين للحديث وللتجمل به لمداراة ذكوريتنا المحتدمة ولربما للتخفيف من وطأة انفعالنا كلما استمعنا للأصوات المنادية لانتزاع حق المرأة من الرجل الذي سلب منها كل شيء الأحزاب هي الأخرى تحشو مفردات أجنداتها واستراتيجيات برامجها السياسية برسم ملامح مستقبل المرأة الجديد حقيقة لا يبدو الأمر كذلك ولا يتعدى أكثر من كونه إجراء شكليا يضمن للأحزاب حضورا باهتا تلهث من ورائه لجني دعم وتأييد منظمات دولية ممولة هي تدعي أنها تصنع كل شيء فيما أفعالها تتناقض كلية وتتقاعس عن برامجها المعلنة ..
• استوقفني موعد احتفاء العالم بيوم المرأة الـ8 من مارس عمدت حينها لمتابعة الصفحات الحزبية والتنقل بين القنوات التي منحت المرأة – الأكثر متابعة وتسمرا أمام شاشاتها – حصة لا بأس بها من التفاعل مع المناسبة شعرت بالسأم والملل حقا إذ لم يكن الأمر أكثر من مجرد الإيحاء بالتعاطف معها كأنثى مغلوبة على أمرها في مجتمعات ينقصها الكثير أدرك أن حديثي لن يروق الذكور كثيرا ولن يعجب الساسة أيضا إلا أن الأهم من ذلك أن انطلاق المجتمع لن يتحقق إلا بتقدمه كمنظومة متكاملة والارتكاز على كل مقوماته ومعطياته وعندما تتحول المرأة إلى صانعة قرار ومصير وتصبح عالمة وسياسية ومهندسة ومفكرة وفاعلة في تغيير المؤشرات الاقتصادية سيتغير المشهد حتما …
• وإن كنت هنا لست بصدد الإسهاب في دور المرأة كواجب منوط بها لصنع التغيير اللافت وإحداث ثورة ذاتية لنلمس منها الإنجاز والتحول إلا أني وإلى وقت قريب راهنت ومثلي الكثير على الكفاءة كمعيار لتمكين المرأة في المجتمع فمتى ما وجدت الكفاءة لدى المرأة فلها أن تتبوأ مكانتها القيادية التي تستطيع التعاطي معها لكن هذا لا يكفي إذ لابد من أن تتاح لها الفرصة الكافية لخلق وتنمية وإنتاج قدرات وكفاءات تتجدد وتتنوع بمرور الزمن ولن تصنع المرأة لذاتها الخبرة والاحتراف إلا باكتسابها من واقع الفعل الناتج عن الممارسة والتمكين .
• إن لم يشارك المجتمع في صناعة كفاءات وقيادات نسائية فلن يكتشفها بمحض الصدفة والتجربة الواحدة لا يجب أن نحكم بها ..

قد يعجبك ايضا