التجاذبات السياسية على حساب الوطن

عبدالله علي النويرة


 - سيكون من نافلة القول أن ما يحصل من تجاذبات بين الأطراف السياسية الفاعلة شيء لا يسر الخاطر ذلك أن ما نشاهده من صراع فوق السطح وتحت الثرى بين مختلف القوى السياسية المتواجدة على الساحة اليمنية لا يبشر بخير لأنه يبدو أن الغائب الأكبر في هذا الصراع الذي ليس له ما يبرره هو الوطن الذي يفترض أنه هو الحاضر لدى الجميع.
عبدالله علي النويرة –

سيكون من نافلة القول أن ما يحصل من تجاذبات بين الأطراف السياسية الفاعلة شيء لا يسر الخاطر ذلك أن ما نشاهده من صراع فوق السطح وتحت الثرى بين مختلف القوى السياسية المتواجدة على الساحة اليمنية لا يبشر بخير لأنه يبدو أن الغائب الأكبر في هذا الصراع الذي ليس له ما يبرره هو الوطن الذي يفترض أنه هو الحاضر لدى الجميع.
ليس هناك من شك بأن كل طرف من أطراف السياسة اليمنية يحاول أن يكون هو الرابح مما حصل وكل فئة تسعى جاهدة للاستئثار بكل مقدرات الوطن وهذا قد يكون شيئا مشروعا في الظروف العادية التي يتنافس فيه أطراف اللعبة السياسية للحصول على مكاسب سياسية ولكن في الظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن بكل مكوناته ذلك أن هذه الظروف تعطي لمن هب ودب من الأطراف الإقليمية والدولية بالتدخل في شئون اليمن الداخلية وهي تجد لها ليس موطئ قدم بل تجد أن الأبواب مشروعة لها لتفعيل ما تشاء من خلال تفكك البنية المجتمعية التي تتفكك بصورة مستمرة بفعل التنازع على السلطة بشتى الطرق.
إن الوطن يحتاج هذه الأيام إلى قيادات تاريخية تنهض به من كبوته وهذه القيادات موجودة بدون أدنى شك إلا أن هناك أتون صراع مرير بين الخير والشر يؤدي إلى خفوت صوت العقل ونعيق غربان المصالح الضيقة الذين لا يعيشون إلا في أوحال الخلافات والتشرذم ويصابون بالإعياء كلما لاح في الأفق صوت العقل والضمير الإنساني السوي ذلك أنهم عاشوا فترة طويلة وهم ينعمون بوجودهم منفردين في الساحة اليمنية وقد امتصوا رحيق الوطن بكل مقدراته وعندما أراد الشعب استعادة هذه المقدرات جن جنونهم وطار صوابهم فانتشروا في ربوع الوطن يعيثون فيه فسادا لكي ينتقمون منه وهم يدركون بأنهم ينتقمون من أنفسهم وأنهم إلى زوال بدون أدنى شك.
نحن بحاجة ماسة إلى الوقوف الجاد والمخلص أمام من يحاول أن يقف حجر عثرة أمام تقدم الوطن وخروجه من عنق الزجاجة وأن نقول لهم إلى هنا ويكفي فالبقاء للأصلح والتغيير سنة من سنن الله في الكون ولا يمكن لأي قوة في الأرض أن تقف أمام إرادة الله التي لا مرد لها وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون.

قد يعجبك ايضا