ظاهرة غير حضارية

مصلح صالح المرهبي

 - سنظل نكرر ونعيد أكثر من مرة ونردد أن ما يحصل في بلادنا الحبيبة من ممارسات وسلوكيات البعض والمتمثلة في إطلاق الرصاص الحي بالهواء والألعاب النارية والمفرقعات «الطماش» والتي بمجرد إطلاقها في الهواء فإنها تحدث صوتا مزعجا
مصلح صالح المرهبي –
سنظل نكرر ونعيد أكثر من مرة ونردد أن ما يحصل في بلادنا الحبيبة من ممارسات وسلوكيات البعض والمتمثلة في إطلاق الرصاص الحي بالهواء والألعاب النارية والمفرقعات «الطماش» والتي بمجرد إطلاقها في الهواء فإنها تحدث صوتا مزعجا ومرعبا كصوت القنابل والقذائف وينتج عنها خوف وهلع وقلق الساكنين في الحي الذي يحدث فيه إطلاق النار وسواء كان للتعبير عن الفرح والابتهاج والاحتفال بمناسبة عرس أو أي مناسبة كانت وذلك لعدم وجود قانون ينظم حمل وحيازة السلاح من قبل الدولة التي تتعامل مع الأمر وكأنه لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد ما جعل المواطنين يعتبرون إطلاق الرصاص في الهواء والألعاب النارية بالعاصمة وعواصم المدن في بعض المحافظات من العادات والتقاليد اليمنية وأيضا اتخاذها من باب التفاخر والمباهاة وكأن العرس والفرح وأي مناسبة أخرى لا يتم إلا بهذه السلوكيات والممارسات المتخلفة وغير الحميدة والمنبوذة وتعتبر في نظر معظم المجتمعات المتحضرة في البلدان المتقدمة عادة سيئة وممقوتة وظاهرة غير حضارية.
ورغم ما تلحقه هذه التصرفات والسلوكيات من أضرار وخسائر فادحة في الممتلكات والأرواح والدماء إلا أن البعض من أبناء الشعب اليمني مع الأسف لا يدركون ذلك وقد غاب عنهم الوعي ولا ندري إلى متى سيظلون يمارسون تلك العادة السيئة والخبيثة والمتضمنة استخدام السلاح في الأعراس وإطلاق الرصاص في الهواء والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى قتل صديق أو قريب لك وذلك عندما تطلق الرصاص بشكل عشوائي للهواء وفي لحظة ما يحصل لا قدر الله خطأ ويحدث المحذور وحينها تقول في قرارة نفسك» يا ليت اللي جرى ما صار» وتتمنى لو أنك لم تعرف السلاح بتاتا ولا تعرف كيفية استخدامه على الإطلاق ولكن لا ينفع الندم وقد وقع الفأس في الرأس.
وهنا لا بد أن نذكر الدولة وأجهزتها المعنية بأن الواجب عليها أن لا تهمل الموضوع لأنه جدا خطير ومرتبط بحياة الناس ومصائرهم وتسارع إلى إصدار قانون تنظيم وحيازة حمل السلاح وتعميمه على جميع المديريات والمناطق والقرى والمدن في المحافظات اليمنية عموما وليس على العاصمة وبعض مدن وعواصم المحافظات فقط لأنه بهذا الشكل الحاصل اليوم في العاصمة ما بالك بقية المدن وما يحدث فيها من إطلاق النار والمفرقعات ولا كأن هناك دولة ولا توجد هيبة لها بين أوساط المواطنين وبالتالي تعم الفوضى والخوف والرعب والانفلات الأمني وانتشار السرقة والعصابات التي تسطو على المحلات والمتاجر وينتشر القتل وينعدم الأمن والاستقرار في البلد بشكل عام.
ولهذا أوجه رسالة عاجلة لأجهزة الدولة المعنية بأن تضطلع بدورها وتقوم بواجبها على أكمل وجه دون تخاذل أو تكاسل وتكثف جهودها في منع أي مواطن يمني من استخدام السلاح أو التجول به في العاصمة وعواصم المحافظات ومهما كان مسئولا أو شيخا أو متنفذا أو غير ذلك باعتبار الناس جميعا في نظر القانون سواسية لا فرق بين غني أو فقير مواطن أو مسئول شيخ أو متنفذ ولا بد من أن تبسط الدولة هيبتها ومكانتها لكي يشعر القاصي والداني أن هناك دولة تطبق النظام والقانون على الكبير والصغير وما فيش أحد أحسن من أحد.
وفي الأخير يجب أن يعرف كل شخص أن أجهزة الدولة موجودة وإن انشغلت هذه الأيام بما هو حاصل من أحداث ومشاكل مع تنظيم القاعدة ومطاردة عناصره الإرهابية التي تم تلقينها الدروس تلو الدروس بفعل الضربات الموجعة من قبل أبطال القوات المسلحة والأمن البواسل الذين يذودون عن حياض الوطن ويبذلون أرواحهم رخيصة في سبيل أن يعيش أبناء اليمن بشكل عام آمنين مستقرين إلى الأبد.

قد يعجبك ايضا