قاعدة الشيطان

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - ‮ ‬لا أمتلك الحماسة أو الرغبة الكافية للعودة إلى الوراء لأسرد من الماضي‮ ‬ما قد‮ ‬يجر الحديث وينحرف بمساره وإن كنت هنا بحاجة لأمتشق من بدايات الربيع حيثيات جازمة دفعت بتخصيب المناخات الملائمة لطيف واسع ممن كان‮ ‬يطغى عليه الذبول ويكتسي‮ ‬مفاصله الخمول‮ ‬
عبدالخالق النقيب –

مقال 

‬لا أمتلك الحماسة أو الرغبة الكافية للعودة إلى الوراء لأسرد من الماضي‮ ‬ما قد‮ ‬يجر الحديث وينحرف بمساره وإن كنت هنا بحاجة لأمتشق من بدايات الربيع حيثيات جازمة دفعت بتخصيب المناخات الملائمة لطيف واسع ممن كان‮ ‬يطغى عليه الذبول ويكتسي‮ ‬مفاصله الخمول‮ ‬‮ ‬أعادت النبض والحيوية لكثير من الخلايا النائمة‮ ‬‮ ‬فتمكنت من إنتاج ذاتها مرة أخرى واسترداد بريق حضورها وإعادته إلى الواجهة من جديد‮ ‬ومثلما استفادت كثير من القوى السياسية والنقابية والشبابية وحتى الدينية المذهبية واستثمرت طفرة وسكرة الربيع كذلك فعلت القاعدة مثلما فعلوا‮ ‬‮ ‬الفرق فقط أن كل طرف‮ ‬يحسبها بطريقته الخاصة‮. ‬
‮> ‬لا داعي‮ ‬لإهدار المزيد من الوقت والجهد لإثبات أن القاعدة تعمل لحساب طرف بعينه أو أن ذلك الطرف‮ ‬يوظفها ويحركها خدمة لأهدافه ومصالحة‮ ‬‮ ‬وليس بمقدور أحد قديما‮ ‬أو حديثا‮ ‬أن‮ ‬يمنع القاعدة من احتضان فرصة الظرف السياسي‮ ‬الغارق بالشقاق والانفلات‮ ‬‮ ‬أو أن‮ ‬يحول دون اغتنامها ذهبية اللحظة التي‮ ‬تعيش حالة الالتهاء الأمني‮ ‬والعسكري‮ ‬والإرباك الاقتصادي‮ ‬والحكومي‮ ‬المتمادي‮ ‬لتنفيذ عملياتها الانتحارية وتوجيه ضرباتها الموجعة في‮ ‬خاصرة الجيش والأمن بنزعة انتقامية لم تحتمل التأجيل‮ .‬
‮> ‬منطق التكتيك البحت‮ ‬يجيز لقاعدة الشيطان وأتباعها أن تعتمد خطاب الظواهري‮ ‬الأخير وهو‮ ‬يحرضها لاستهداف الجيش والأمن اليمني‮ ‬كاستراتيجية جديدة لها‮ ‬‮ ‬منطق التكتيك ذاته لا‮ ‬يجيز للأحزاب والقوى السياسية أن تتمادى في‮ ‬تأجيج صراعاتها وتزج بالوطن إلى مهاوي‮ ‬الضياع‮ ‬‮ ‬ولا‮ ‬يعفيها من تحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه ذلك‮ ‬‮ ‬المنطق أيضا‮ ‬لا‮ ‬يجيز للحكومة أن تقابل تلك الاستراتيجية وذلك الخطاب بالانفلات والتظاهر بغرقها في‮ ‬المشاحنات وانشغالها بحماية وتأمين خطوط الكهرباء والنفط‮.‬
‮> ‬مرعب أن تتحول العاصمة إلى مسرح مفتوح لقاعدة الشيطان وهي‮ ‬تسجل حضورها اللافت وتتباهى بقدرتها في‮ ‬الاصطياد النوعي‮ ‬مرعب أكثر أن‮ ‬يكون الجيش الأمن في‮ ‬متناول عبواتها الناسفة وأن‮ ‬يصل إليهم من‮ ‬يكفرون بالحياة ويؤمنون بالموت وحده‮ ‬‮ ‬خوف ورعب‮ ‬يعززه قدرة الانتحاريين في‮ ‬امتلاك الزمان والمكان‮ ‬‮ ‬لم ننس فداحة الصدمة المؤلمة في‮ ‬ميدان السبعين حتى لحقت بها صاعقة كلية الشرطة تفصلهما أربعة وأربعون‮ ‬يوما‮ ‬فقط‮ ‬‮ ‬وبين الأولى والثانية اختراق أمني‮ ‬عريض وطابور اغتيال واستهداف طال من القادة العسكريين والأمنيين ما‮ ‬يؤكد أنهم‮ ‬يمثلون الصدارة في‮ ‬أجنداتهم الشيطانية ويثبت أن القاعدة تحقق أهدافها بنجاح‮. ‬
‮> ‬التتالي‮ ‬والتتابع لعمليات القاعدة‮ ‬يوشك أن‮ ‬يقذف بالبلاد إلى أتون عرقنة وصوملة ثالثة تلوح نذرها في‮ ‬أفق التراخي‮ ‬والارتخاء ونكاد اليوم أن نجزم باحتماليتها إذا ما بقي‮ ‬الحال على ماهو عليه وسمعنا بتكرار عمليات استهدافية أخرى دون التصدي‮ ‬لها بإجراءات صارمة واستراتيجية دفاعية واحترازية‮ .. ‬شخصيا‮ ‬لا ألوم القاعدة دام الشيطان حليفها بقدر لومي‮ ‬الشديد على الحكومة والأحزاب وال

قد يعجبك ايضا