قراءة في الحال العربي الراهن

نجيب محمد الزبيدي

نجيب محمد الزبيدي –

يحاول البعض ممن اعتراهم هول الصدمة غير مصدقين على الأقل في قرارة أنفسهم فقط بأن ثورات الربيع العربي قد قلبت الأمور رأسا على عقب وها هي الأحداث والمستجدات تبرز وبقوة على أرض الواقع والمتابع لإفرازات هذه المرحلة سيدرك يقينا بأن ثمة وقائع هي حاصلة في معظم الأقطار العربية التي طالتها شرارة هذه الثورات فبالرصد الدقيق لمجرى الأحداث نجد انهيار كامل لأنظمة حكمت بالحديد والنار واستمر حكامها متربعين فوق كراسي الحكم وطال بها المقام كثيرا منها من لبث 40 عاما وآخرين لـ35 عاما و30 عاما و25 عاما وهكذا دواليك والمتبحر في علوم السياسة وتداخلاتها وتشعباتها وإفرازاتها وما لها وما عليها هي أشبه بالحلقات المترابطة الكل يكمل بعضه وأعني بذلك الاستفراد والتفرد الكامل وحصر وتمليك كل مؤسسات الدولة كاملة مدنية وعسكرية ولا سيما السيادية كالدفاع والخارجية والداخلية ولهذا كله وبسبب هذا التفرد والتعنت بسبب فخامته وسيادته وحضرته ومن يلف لفه ومن يغني مواله ويصفق له ولست أدري حقا لماذا العرب وحدهم دون غيرهم تلازمهم هذه الصفات المذمومة أرجعوا للتاريخ القديم جدا ثم للحقبة ما بعد الخلفاء الراشدين عهدي بني أمية وبني العباس وما تلاهما وجاء بعدهما الكامل بانفراط العقد وخراب الديار والبكاء على الأطلال من بداية القرن العشرين وحتى اليوم في عهدنا الجديد الحالي القرن الحادي والعشرين فيا للعجب يا للدهشة تفرقت أيادي سبأ وهب الاستعمار يعبث ويحتل كل البلاد العربية قاطبة والأمس بالشعار الجميل فرق تسد وضاعت فلسطين بوعد بلفور وتفرق العربان «باتفاقية سايكس بيكو» ثم جاء المد الشيوعي للاتحاد السوفيتي لفترة من الزمن وعاث بالأرض الفساد ثم أنفرط عقده وتفكك والآن الحاكم المتفرد «القطب الوحيد» أمريكا تلعب بالبيضة والحجر تفرد لوحدها لا شيء يهمها على الإطلاق من هذا العالم غير مصالحها فقط ومصالح ربيبتها إسرائيل والعصا لمن عصى والرد جاهز لكل المخالفين.