د.محمدمعمرعبدالوهاب* –
خلال الاسبوع الماضي شهد الإعلام الاسترالي تغطيات واسعة حول ضريبة الكربون والتي وضعتها الحكومة توضع على الصناعات التي تسبب مزيدا من الكربون في الهواء وتصفها الحكومة الاسترالية بأنها مفيدة لحماية الأجيال القادمة وتخفيف التلوث فيما تصفها المعارضة بأنها محاولة جديدة للحكومة لجمع مزيد من الأموال لتخفيف فشلها في تغطية الميزانية .
طبعا تصدت بمهنية وسائل الإعلام الاسترالية إلى هذا الموضوع بحيادية تامة وإتاحة الفرصة للجميع معارضة وحكومة لابداء الآراء والدفاع عن ما يؤمنون به ووزعت مواعيد تغطية هذا الموضوع بالتساوي وفي وقت واحد بعيدا عن تمييز طرف عن الآخر وواجهة الطرفين لتقديم ما يريدون والشعب هو من يحكم ويقرر ..هذا الموقف الإعلامي هو ثابت تجاه كل المواضيع التي تهم المواطنيين ولايتجه إطلاقا لدعم طرف على الطرف الآخر فالمهنية والحيادية والمصداقية هي الأساس وبالتالي ينال هذا الإعلام الاحترام والمتابعة الواسعة ويقوم حقا بتوجية الرأي العام لاختيار الأفضل بدون ضغط أو مراوغة ..فما أحوجنا للاستفاذة من تجارب الاخرين وإبعاد إعلامنا عن المشاحنات والانحياز لطرف في رسائله الإعلامية على حساب المهنية والمصداقية وبالتالي يخسر دائما جمهوره والذي هو أكبر رأس مال له .
صحيح يقول البعض أن وسائل الإعلام لايمكن أن تكون حيادية بشكل مطلق واجيب على هذا أن سياسية كل وسيلة إعلامية هي من توجه مسارها ولكن هناك ثوابت دائمة وهي المهنية والمصداقية في الطرح وعدم تغليب الرأي الشخصي على مصلحة حيادية الإعلام والمهنة لتبقى السلطة الرابعة بامتياز.. والله الموفق
Alshamiry1@hotmail.com