شعب مديون!!

إبراهيم طلحة


إبراهيم طلحة –
أتحدى إذا يوجد واحد يمني ما عليه ديون!! كلنا مديون.. أنا – مثلا – مديون لأشخاص وجامعة وبقالة واتصالات ومديون لمحمد القعود محرر الصفحة الثقافية في (الثورة) التي هي مديونة بنحو مليار ومائتين مليون وهكذا كل واحد مديون في هذا البلد المسمى بـ(اليمن السعيد) نسبة إلى هايل سعيد كما يبدو!! كل واحد مديون من جهة.. الأفراد والمؤسسات الجميع عليهم مديونية!! نحن في بلاد كل نسمة من نسماتها البشرية المقدرة بنحو خمسة وعشرين مليونا مديونة.. خمسة وعشرون مليون مديون!! والذي ما عليه دين مادي تجده عليه دين أخلاقي.. هذا هو الواقع مامنا إلا وعليه دين معلوم وما خفي كان أعظم!!
على الطلاب ديون وعلى المعلمين ديون على المرضى ديون وعلى الأطباء ديون على المستأجرين ديون وعلى المؤجرين ديون على الموظفين ديون وعلى غير الموظفين ديون على الرعوي ديون وعلى عمال الرعوي ديون مثل مالك عليك.. شعب مديون داخليا وخارجيا شعب مديون ابن مديون نعم شعب مسكين وشعب فقير ولكن الذي جعله هكذا تركيبة تقاليدية خاطئة يسمونها عن طريق الغلط والمجازفة قبيلة!!
«القبيلة» تمام.. هي شيء جيد عندما لا تنتهي بنا إلى المجهول.. بسبب أننا شعب مديون وفقير أصبحنا إلى ذلك شعبا مهمشا مجهولا غير معروف.. أصبحنا شعبا متخلفا في نظر شعوب متخلفة هي الأخرى فكيف بشعوب متقدمة¿!!.
حينما غنى الفنان الإماراتي اليمني الأصل عبدالمنعم العامري أغنيته المشهورة «يلعن أبوه الفقر ذي خلى عوض مديون» لم يكن يعرف تقريبا أن كلمات الأغنية تنطبق على لسان حال شخص يمني.. أجل يا عامري.. «يلعن أبوه الفقر ذي خلى اليمن مديون»!!..
لولا الفقر لما كان الدول المجاورة أن تحيق باليمن صدقات.
تدعونا إلى الخجل والحياء صدقات فيها المن والأذى صدقات لا تخلو من الشماتة والكارثة إنها في ثوب الرحمة اليمن وشعب اليمن المديون للأشقاء والأصدقاء والبنوك والصناديق هو ضحية تجاهلنا للأرض والإنسان وضرب مسؤولونا الحكوميون الأمثال في ثقافة التسول والهوان.. يكفي لعب أطفال عفوا حتى الأطفال يعفون عن حقهم في «الجعالة» في حين لا يعف كبار مسؤولينا عن أموال الصدقات ولا يكفون!!..
اللهم لا تدع لشعبنا المغلوب دينا إلا قضيته!!!