الأكاديمي والمفكر السياسي الدكتور فؤاد الصلاحي لـ “الثورة”


اليمنيون ينظرون إلى الوحدة كمفهوم عام ثقافي واجتماعي بارتياح واطمئنان
< على النخبة الحاكمة قراءة مفهوم الوحدة وفق معطيات الواقع الاجتماعي والسياسي
< نحن إزاء وضع سياسي مختطف لدى نخبة سياسية لا تمثل المجتمع والحوارات الجانبية مضيعة للوقت
< أبناء الجنوب قدموا الكثير لأجل الوحدة ويجب أن يكون لهم تمثيل حقيقي في الترتيبات السياسية للنظام القادم
< كتبنا وقدمنا الكثير من الأفكار وإعلامنا لا يستفيد مما ينتجه مفكرو البلد نطالب بحوارات علنية وليست مغلقة في معابد وكهوف ومغارات اليمن { قضية صعدة إنسانية سياسية ونطالب بالاعتذار عن الحروب في صعدة والجنوب
.. رؤى وأفكار يمكن الاقتراب منها لاستلهام رؤية تساعد على تمهيد الطريق إلى استحقاقات كهذا الماثل اليوم المتمثل بمؤتمر الحوار الوطني.
ملاذ فرضته الآلية التنفيذية لوضع لبنات التأسيس لدولة مدنية حديثة.. إن في التفاصيل مخاوف من تعدد قضايا الحوار وما يتزامن معه من مشاريع تهدف للعودة باليمن إلى صفحة طواها المجتمع.
الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي يكاد يكون من ابرز المفكرين والأكاديميين اليمنيين الذين نشطوا خلال المرحلة السابقة منذ ما قبل 2011م بوضع رؤى وأفكار وتشريح للعديد من السلبيات متنبئا في بعض الأحيان بمآلات لواقع نعيشه وهو ما ثبت وصدق في ما عشناه بعد ذلك ولا نزال في تأخر حتى في إدراك كيفية الحوار حول خلافاتنا.
“الثورة” التقت المفكر الأكاديمي المعروف الدكتور فؤاد الصلاحي للاقتراب من أفكاره حول الممهدات الكفيلة بإزالة الاعتمالات في النفوس والمحفزات للقبول بالاحتكام إلى العقل والمنطق في حوار شامل مزمع موضوعي تصحيحي بلا تشنج ولا عصبية.
حوار الدكتور الصلاحي شمل أيضا ما يبدو عليه مشهد الفعل وما يتطلبه الوفاق.

حاوره/ وديع العبسي
ü بداية كيف تنظر إلى المتغير في احتفالاتنا هذا العام بعيد الوحدة¿
– طبعا المتغير واضح.. وفي البداية لا بد من ملاحظة هامة وهي أن هذه المناسبة تأتي في إطار وضع سياسي متغير وقلق جدا في اليمن.. وربما لم يعد مفهوم الوحدة كما كنا عليه في السابق قبل 2011م على الأقل لدى قسم كبير من البلد وهي نقطة غاية في الأهمية فما حدث من فبراير العام الماضي حتى الآن وكل تداعيات المشهد السياسي والفوضى الأمنية والعسكرية والفوضى المرتبطة بتنظيم القاعدة وتجاوز دور العسكر لأدوارهم نحو قتل المواطنين كل هذا أدى إلى أن الاحتفال مختلف.. ليس كما كان في السابق.. على الأقل في معناه.. نعم في المناسبة هذا العام كل منا له معنى آخر يحتفل به.
ü ماذا تعني¿
– هناك من سيعتبر هذه المناسبة مناسبة لاستمرار المسار الثوري لمزيد من التغيير السياسي ومن ثم فهو يحتفل في إطار واقع بالنسبة له.. واقع افتراضي متغير.. وهناك من ينظر إلى الاحتفال بأنه بداية لتأسيس نظام فيدرالي داخل البلد وهذا من حقهم.. نظام فيدرالي بمعنى إقليمين داخل البلد لكل منهما حكومة محلية في إطار دولة مركزية.. وعموما أتصور أنه قد حصل اهتزاز كبير في مفهوم الوحدة ودلالاته فالوحدة ودلالاتها اليوم ليست الوحدة التي كانت عام 1990م تلك التي كنا ننظر إليها بتعظيم الخيرات والمنجزات وقدرات البلد ثم في إطار دولة وطنية اندماجية.. يجب أن يكون هذا التاريخ منظارا إلى مفهوم جديد لدولة اتحادية.. ولكن في الأخير أنا عندي إحساس بأن كل اليمنيين ينظرون إلى الوحدة كمفهوم عام ثقافي واجتماعي وحتى سيكولوجي بارتياح وباطمئنان وبرغبة.

مغايرة ما كان
ü لكنا لا ننكر أيضا بأن هناك من يرى أنها على نحو من الوضع غير المستقر¿
– نعم لأن هناك مشكلة تتحدد في الجانب السياسي ولذلك هل الاحتفال بعيد الوحدة هذا العام قائم باستمرار نفس النظام أم بوجود ترتيبات لنظام سياسي جديد هذا أتصوره.. ثانيا: أنا أدع أن تكون هذه المناسبة فرصة للنخبة الحاكمة من كل الأحزاب.. هناك اليوم ستة أو سبعة أحزاب في السلطة يجب أن تنتهزها فرصة لإعادة النظر في مفهوم الوحدة وفق قراءات لمعطيات الواقع الاجتماعي والسياسي وليس فقط وفقا لقراءاتها هي.. في السابق كان النظام ينفرد بقراءاته للواقع وبتصوراته بل ويدعي أن ما يقوله يمثل المجتمع.. الآن نحن أمام مجتمع لديه قراءة خاصة وهذه القراءة الخاصة لديها وجود سياسي يعبر عنه في الشارع عبر مظاهرات ومسيرات واعتصامات واحتجاجات بل وتعطيل لوظائف الدولة في كل المحافظات.. أتمنى بالذات من الأحزاب الحاكمة والمعارضة أن يكون هذا الأمر محط تقييم حقيقي لما مررنا به خلال عام وهو عام عصيب جدا.
ثلاثة أبعاد
ü الوحدة كمنجز من أي منحى يفترض التأكيد عليه بشكل موضوعي¿
– نؤكد عليه من ثلاث زوايا أو ثلاثة أبعاد..

قد يعجبك ايضا