في اللاوعي

فيصل البريهي

فيصل البريهي –
كلما راهنت أعياني الرöهان
وانقضى العمر…وما آن الأوان
أن يراني العيش مخضر الرؤى
في مناخ ليس يغشاه الهوان
كالربيعö الطلúقö حتى مرة
تزهر الأحلام فيها والحنان
* * *
أيها الماضي الذي ودعته
ذكريات ناء بي عنها الزمان
كل أيامي التي في ظلöها
كان يزهو الطيش بي والعنفوان
بöضع أيام كما لو أنها
والليالي الغر سبع أو ثمان
* * *
ها أنا للهمö درب شائك
يتلاشى الخوف فيهö والأمان
ليس غير الضöيق لي مثوى كما
لم يعد للأنسö في صدري مكان
لم يعد في العيشö شيء مفرöح
أو مسرات عجاف أو سمان
كل ما فيهö غثاء منتن
وجراح مزمنات واحتقان
نحن نحيا واقعا لم يبق في
نهجهö عرض ولا وجه مصان
أي ظل عاد في أفيائنا
تعبق الأنسام فيهö والجنان¿
أي ظل عاد فينا وارفا
ما لبؤس فيهö أو رجس كيان¿
* * *
أين أنت الآن يا حرفي الذي
لم يعدú يطريك سحر أو بيان¿
صعöرö الخد انحرافا سافرا
حيث لا يجدي اعتدال واتöزان
أنت في اللاوعúي أقوى حجة
منك في ما أنت بالمعنى مدان
* * *
كل تلك الأوجöه الشوهاء مöن
قبل لا يعتادها إنس وجان
لم يجد شكلا ومضمونا لها
بالشياطينö ارتباط واقتران
أوجه سود…زنوج كلها
أو قرود ربما أو تركمان
كم وجوه حاولوا تجميلها
بمساحيق وأصباغ فشانوا
أنöفوا أن يعرقوا مöن غöيرة
فاستلذوا الخöزúي عنه واستكانوا
أي وجه غيöرتú بشرته
كيف يندى في محياه الدهان¿
* * *
جاء عصر لم يعدú في همتي
أنني فيهö شجاع أو جبان
كل ما أعرفه أنöي هنا
شاعر والكون حولي مهرجان
أعشق الأشباح ظنا أنها
حينما تجتاحني حور حöسان
لست أدري أنني في عالم
فاحش أقدس ما فيهö اللعان
* * *
كل آفاقي فضاء صاخب
يتساوى الغيúم فيهö والدخان
ما الذي تخفيهö نفسي¿! ليس لي
في الدجى المسحورö «شمس» أو «حصان»
ها أنا بحر غضوب هائج
ما لأمواجي جماح أو عنان
لي مöن البركان أحشاء…ومöن
كلö إعصار وبرق لي لسان
ومن الأنسام لي قلب…ولي
من عبيرö الحسúنö طيúب وافتتان
لي أحاسيس الروابي…ينتشي
من ندى وردي الشذى والأقحوان
أينما يممت شوقي حج مöن
كلö فج بالهوى نحوي أذان
ألúف «بلقيس وليلى» قاسمتúـ
ـها جنوني «غادة» و «الخيزران»
* * *
يا خرافاتö الهوى إنöي هنا
مثúل كف صفöدتú منه البنان
لم يكن عيشي مجونيöا كمن
قبل كان اللهو يحياهم وكانوا
ليس إلا شاشة سöحرية
يرقص الغلمان فيها والقيان
* * *
ما الذي يبتز منöي خنجري
كلما استلقى على صدري الطöعان¿
عاجز تزهو الأماني في دمي
مثلما تزهو على الغيد الجمان
آه…يكفي يا خرافاتö الهوى
ما سوى ربي عليكö المستعان

قد يعجبك ايضا