خيمة الحوار الوطني.. وعي جديد يتشكل
عبد العزيز الزريقي

عبد العزيز الزريقي –
من الخيمة كانت البداية, ومنها انطلقت صيحات التغيير,كسر الشباب حاجز الخوف وذهبوا يشكلون أحلامهم في الهواء الطلق , تحت لعلعة الرصاص, وحاجز الصوت ,لتنصهر هذه الأحلام على مهل ..يوما بعد آخر.
من خيمة الحوار الوطني يستكمل شباب تعز اليوم بلورة هذه الأهداف والغايات لتقديمها إلى مؤتمر الحوار الوطني القادم ليضعها في الفعل, ونعني في الدستور الجديد .
الجهة المنفذة لفعاليات الخيمة هي: مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان ,بالتعاون مع المجلس المحلي للمحافظة وتعد واحدة من المبادرات الشبابية, كتجسيد لثقافة المشاركة المجتمعية في صنع المستقبل.
يعرف القائمون على فعالية خيمة الحوار الوطني برنامجهم بالتالي: ‘‘هو برنامج يضع المواطن في محافظة تعز أمام مسؤولياته التي يفرضها استحقاق وطني بامتياز( مؤتمر الحوار الوطني) كأحد تجليات ثورة الشباب السلمية’’,والخيمة:فضاء حر وبيئة صحية للرأي والرأي الآخر لتسجيل الموقف المسؤول حول قضايا تفرض على جميع اليمنيين ,واليمنيات الإسهام في وضع المقترحات التي يرونها ضرورية ,وتتمثل في إشراك كافة الفئات ,والشرائح الاجتماعية بمحافظة تعز في الحوار الوطني على مستوى المدينة(خيمة ثابتة) تحت سقفها تفرز أحلام شباب المدينة واحدة تلو أخرى ,عبر جلسات الاستماع ,والعصف الذهني, لتغطي جوانب الحوار المختلفة, وموضوعاته .
تم تخصيص (خيمة متنقلة) تجوب كافة مديريات المحافظة لتلتقط مفردات أحلام الناس ,ومواجعهم , وعذاباتهم .
تلتقي مخرجات الخيمة الثابتة( مركز المدينة) ,والمتنقلة (مديريات المحافظة وريفها),لتشكل تصورات ورؤى يتم صياغتها على شكل خلاصات ,وتوصيات تدون , وتوثق في كتاب كرؤية لأبناء تعز تقدم لمؤتمر الحوار الوطني, والذي سينعقد في18 مارس القادم .
كيف لا ,وهي المحافظة التي قدر لها أن تقود دفة التحولات العظيمة , وقطار التغيير,وزمام المبادرة دوما , وعلى طريق بناء دولة مدنية حديثة .
أرى أن تعمم هذه التجربة الرائعة ,والفريدة على بقية محافظات الجمهورية وذلك لما لها من أثر بالغ في ترسيخ ثقافة جديدة في حياتنا مثل: الشفافية والمثاقفة ,وقيم الحوار البناء,وتحييد القوة المادية لصالح قوة الفكرة ,والمنطق ,والحجة, الذي يفضي في النهاية إلى مآلات سعيدة لهذا البلد المنهك بالصراعات, ودوامات العنف ليسود العقل الجمعي والناقد, المبني على مفهوم التنوع ,والتعدد الفكري والسياسي, بدلا عن العقل المأزوم ,والتابع ,الذي أوردنا المهالك.
في نهاية الأمر:الزبد سيذهب جفاء ,وأما ما ينفع الناس سيمكث في الأرض ,ودامت أيامكم عامرة بالحوار..ودمتم.
