إصلاح السرائر باب إصلاح الظواهر
هايل الصرمي
هايل الصرمي –
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
إن أخفيت على الناس شيء تفضح يوما ولابد أجعل سترك الإقلاع عن ماتخفي أما الإصرار مع الاعتقاد أنك قادر على التخفي فذلك وهم تقول الحكمة السابعة والعشرون : » ما استودع في غيب السرآئر ظهر في شهادة الظواهر «.
إن القلب هو الملك المسيطر المستولي على الجوارح كلها فهو سيدها وأميرها لا تتصرف إلا بأمره ولا تنتهي إلا بنهيه فهو الإناء وفيه المعاني والأفكار والخواطر والغرائز والشهوات والأذواق فالجوارح هي التي تعبر عن محتويات هذا الإناء فكل أناء بالذي فيه ينضح .
وصدق رسول الله e عندما قال : » إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب « فهو مستودع الأسرار ومقر الأخبار ومعقل الأفكار وفيه تحط خبايا الليل والنهار .
القلب سيد الجوارح وفيه الأسرار التي لا يطلع عليها ملك مقرب ولا شيطان رجيم وهو محل نظر الله والجوارح والسلوك والتصرفات تغترف من معينه فتظهر الأسرار التي فيه في صورة سلوك مشاهد للآخرين ولا يستطيع القلب أن يستمر في كتمان ما فيه لفترة طويلة لا بد أن ينعكس ما فيه على الجوارح عاجلا أو آجلا قد يتصنع المنافقون ويتقمصون الصلاح ويضمرون الضلال لكنهم لا بد أن يظهر ذلك على جوارحهم ولو بعد حين .
لذلك اعتنى السالكون بإصلاح قلوبهم و إصلاح سرائرهم كي تستقيم جوارحهم وتستقيم بها حياتهم وتتحقق سعادتهم فاعتنوا بتطهيرها من الخبائث والأدران وخلصوها من الشرك والشقاق والنفاقو الكبر والغرور ومن الفخر والعجب وسائر أمراض القلب .
فإذا صفت سرائرهم استقامت الجوارح على منهج الله فصاروا عبادا له ظاهرا وباطنا .
والطرق التي توصلك إليه