حمى الأسعار
معين النجري
معين النجري –
كلما قلنا عساها تنجلي قالت الأيام هذه مبتداها وكلما قلنا هذا العام ستنخفض الأسعار أو على الأقل تثبت في مواقعه أبت و استكبرت وتركت أقدامها لريح جشع التجار وانتهازيتهم المفرطة فلا يكاد يقترب شهر رمضان حتى يشعلوا نيرانهم تحت أسعار المواد الغذائية فإذا ما كنا في العشر الثالثة من رمضان حيث العتق من النار رفض الطمع أن يعتق جيوب المساكين من نيرانه فينفخ في كيره ليتضاعف الهم بتضاعف أسعار الملابس ويتضاعف الحمل على كاهل المواطن المغلوب على أمره خاصة ممن يعولون أسرا كبيرة وأطفالا كثرا الله يكون في عونهم.
لكننا أحيانا نمثل عاملا مساعدا لهؤلاء المبتزين وما يمارسونه ضدنا من ابتزاز جشع . إذ بإمكاننا ألا ننتظر إلى رمضان لنشتري ملابس العيد لأطفالنا نستطيع أن نتدبر أمورنا قبل حتى أن يحل شهر رمضان ونفوت الفرصة على الاستغلاليين .
يمكننا عمل ذلك لنترك بضاعتهم في العشر الأواخر للكساد والميسورين.
صدقوني حين يحضر التدبير نستطيع أن نتجاوز الكثير من العوائق والمنغصات وإذا غيبناه عن حياتنا فإن أموال الدنيا لن تجدي مع حالة العبث والعمل بقاعدة »ما بدا بدينا عليه«
ولنتذكر كيف كان آباؤنا وأجدادنا يتعاملون مع شظف العيش وقلة ما في اليد, لكنهم نجحوا في تدبير حياتهم وعاشوا كراما إلى أن تركوا الدنيا غير مأسوف عليها.
أيضا نستطيع أن نستفيد من غيرنا , هناك مجتمعات كثيرة تعيش أوضاعا شبيهة بأوضاعنا ومع هذا تنجح في تدبير الحياة دون أن تقع في مآزق وضغوطات .
طبعا أنا أتحدث هنا باعتبار ألا أمل في أن تصلح الدولة حالنا عن قريب لأن المؤشرات كلها غير مطمئنة إطلاقا ولسان حالها يقول (يا قافلة عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس).
لقد قدر لنا أن نكون في هذه الزاوية من الأرض وأن نعيش هكذا ظروف ومع هذا سنجاهد من أجل تحسين ظروف معيشتنا ونتعامل مع واقعنا بطموح وتعقل.