جيوب الإرهاب الآخر

بشير المصقري


بشير المصقري –
مازال أخطر وأكبر إرهابي في التاريخ يعيث بمهج الناس ويسحق أحلامهم ويستحل كياناتهم وأرواحهم ويريق دماءهم أمام أطفالهم بلا هوادة ومازال ضحاياه يتساقطون تباعا تساقطا جماعيا نساء وأطفالا ورجالا , كبارا وصغارا عجائز وشبانا بفعل غول مرعب يطلع لهم من جيوب تؤرقهم طوال النهار وعلى مدى ساعات ليل يغدو تحت جنحه هذا الإرهابي أشد فتكا فيخرب بيوتهم على رؤوسهم ويشرد بنيانهم ويبدد جمعهم ويزرع الضغينة في قلوب بعضهم وبصورة أبشع من دراكولا كلا في وجه الآخر.
وتتعاظم المأساة ويتفاقم الهول كون هذا الإرهابي محصن في جيوب يصدر منها الرعب ويقذف من بين ثناياها ضرباته القاتلة حيث لا تستطيع أي قوة السيطرة والقضاء عليه ولو اجتمع الجيش بكل فصائله فهذا الإرهابي لم يسيطر على محافظة بعينها ولم يتكدس باتباعه في أبين أو شبوة لكنه موجود في كل المحافظات والمديريات والقرى والشوارع والأحياء والأزقة والبيوت.
ولقد استطاع هذا المجرم بارهابه المنظم وعصاباته تقويض البلد والإستحكام ببشرها وقدرها وتمكن من حصد رؤوس التفاؤل ونزع السكينة من وجوه الناس وانتزاع البراءة من عيون الأطفال ومازالت طموحاته القذرة تتنامى بسرعة تدحرج كرة الثلج ويبدو أنه مستأثر ولعابه يسيل لامتصاص دماء العباد وهم عراة وحفاة وفي جاهزية تامة للالتهام والمضغ والبلع بعد استخدام تقنية لا تجدي معها نيران الدبابات والقاذفات والصواريخ والراجمات , والمرعب حقا أن تأتيه الأشلاء والتأوهات بل ويسمع ضوضاء الخراب وصخب الموت وهو يدخن سيجارة في تلك الجيوب ويطلق قهقهاته باستمرار متلذذا بالكر والفر والنحيب ويتقمص حالة ذلك العازف الذي كان يداعب الأوتار وروما تحترق , ولا حيلة للإفلات من إرهابي استعان بالأحزاب والديمقراطية والثورة والحكومة والإعلام وغباء المسحوقين الذين يقتاتهم كل يوم ويدهسهم كل لحظة ويشيعهم إلى عذابات أمر وإلى جحيم أحر عبر المخاتلة التي يبدعها هذا الإرهابي الذي لا يصيبنا بضرر كلما وضعنا ايادينا في وكر يتخذ منه غرفة عمليات يخطط بداخلها لارتكاب جرائمه حيث تعود الأيدي منها كما هي تحمل الأصابع بعددها ولهذا أنصح الـ 70% من أبناء الشعب الذين يواجهونه بإزالة جيوب ملابسهم التي تحتضنه وتربيه ضد أنفسهم فهذا الإرهابي الذي لو كان رجلا لكان الإمام علي بن أبي طالب قتله وأراح الناس منه فلا علاوة ولا إكرامية ولا راتب ولا معونة ولا مساعدات دولية ستمكن من إزالته على الاطلاق ولن أخوض في الأسباب السياسية والدينية والأخلاقية التي جعلته يجثم على قلوبنا ويحرق آمالنا كجثة من يموت في الهند والعيد عيد العافية .

قد يعجبك ايضا