من أجل فم نظيف وأسنان صحية
دميرفت مجلي
د/ميرفت مجلي –
تنظيف الفم والأسنان حينا وتركه حينا قصور ينذر- مع مرور الوقت- بمشكلات وأضرار كبيرة على الأسنان تسلب جمالها وبريقها وتنزع عنها العافية وما من مفر من خلع قواطع أو أضراس أو أنياب- إذا ساء حالها- مجتمعة أو فرادى..
الدكتورة/ ميرفت مجلي- استشارية أمراض وجراحة الفم والأسنان في حديثها عن شروط ومتطلبات الحفاظ على صحة الفم والأسنان منعا من أن يلحق بهما أي ضرر وبما يحد من انبعاث الروائح الكريهة والعوامل المؤدية إليها بينت من جانبها أهمية تنظيف الفم والأسنان في رمضان واضعة الصائم أمام إرشادات ونصائح مفيدة ليحافظ على أسنانه سليمة بكامل عافيتها وفيه قالت:
تشكل البقع الداكنة على جذور الأسنان عامل هدم وتدمير يقرنه البعض بالكبر وتقدم السن مع أن أساسه التهاون المطلق بتفريش الأسنان أو عدم المواظبة عليه وهي- عمليا- تتسبب بتآكل وانحسار حواف اللثة وانكشاف المواضع المحمية للأسنان المحاطة باللثة مؤمنة جيوبا ونخورا لتكاثر الجراثيم وتفسخ الأطعمة العالقة وتحللها وباعثة روائح كريهة تزداد نهارا في رمضان مع الصيام.
للأسف يعاني الكثيرون انبعاث روائح سيئة من أفواههم في تلك الأثناء تختلف خلال الصيام تبعا لأوقات النهار. فبعد الاستيقاظ من النوم وفي فترة ما بعد الظهيرة تكون الرائحة أشد بسبب اختمار وتحلل بقايا الطعام العالقة بين الأسنان وفي النخور السنية بفعل الجراثيم والبكتيريا مسببة لبعض الصائمين حرجا أمام الآخرين.
وهذه الظاهرة تزداد – أيضا- أثناء النوم وفي الساعات المتـأخرة من الليل نتيجة نقص كمية اللعاب بالفم مما يجعل منه ومن الأسنان – مع إهمال تنظيفهما- مسرحا لنشاط الجراثيم والبكتيريا يقود إلى تصعيد وتيرة المشكلة فيعمل على زيادة تكون طبقة من اللعاب الهلامي على اللسان وأنسجة الفم وتكون اللويحات الجرثومية على الأسنان ومن ثم زيادة عملية التخمر وانبعاث رائحة الفم الحمضية.
بينما وفرة اللعاب بالفم يعمل على معادلة الوسط الفموي من الحمضي إلى القلوي وهو يحتوي- أي اللعاب- على أملاح معدنية قادرة على إعادة تمعدن الأسنان لحفظ صلابتها وفيه مضادات حيوية تعمل على قتل الجراثيم والبكتيريا.
إن الالتهابات اللثوية إلى جانب جفاف الفم أثناء النوم وما ينتج عنه من تخمر سريع لبقايا الطعام العالق بين الأسنان يشكلان معا عاملا قويا في زيادة رائحة الفم وتدهور أوضاع اللثة.
والسبب الرئيسي لأمراض اللثة وتسوس الأسنان عائد – كما أشرت- إلى ترسبات الطعام على الأسنان وحواف اللثة وتكون اللويحة الجرثومية عند هذه الحواف.
وبالتالي تآكل اللثة وانحسارها وما يترتب عليه من ظهور الجوانب المخفية من الأسنان التي تعد مواضع حساسة تظهر بفعل تآكل اللثة بعد أن كانت مغطاة ومحمية.
ومن أعراض هذه المشكلة: النزيف الدموي وتشكل جيوب لثوية أي مواضع على اللثة تسمح بتجمع فضلات الغذاء مما يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة التي تزداد عند الصائمين المهملين لنظافة الفم والأسنان وهذه الالتهابات- إذا ما تطورت- فإنها تمتد لتصل إلى الأنسجة الداعمة الرخوة المحيطة بالأسنان مسببة سقوط الأسنان. كذلك بسبب إهمال أو عدم تنظيف الأسنان يزداد التسوس وتكون النخور وصولا إلى الحد الذي لا يستطع معه صاحبها فعل شيء باستثناء تدخل طبيب الأسنان الذي يعمل على إزالة الطبقة المنخورة ووضع الحشو اللازم لسد الفجوات بطريقة صحيحة.
والصائم ليوقف أو يمنع حدوث هذه الفجوة يلزمه تعويض المعادن المفقودة من السن قبل أن يصل الأمر إلى حد تكسر سطحها الخارجي من خلال المواظبة على تنظيفه لأسنانه بشكل جيد يتيح إزالة اللويحة الجرثومية والسماح بتعويض المعادن التي فقدتها الأسنان- لقلة اللعاب- بالمعادن الموجودة في معجون الأسنان والسواك.
وبذلك أنصح بتنظيف الفم والأسنان بعد كل وجبة باستخدام الفرشاة والمعجون- أي بعد وجبتي العشاء والسحور خلال رمضان- للعمل على منع تسوس الأسنان وإزالة اللويحة الجرثومية ومنع تكاثر البكتيريا والحد من إنتاجها للأحماض المؤدية إلى إزالة المعادن من على الأسنان من خلال استخدام الفرشاة والمعجون بالطريقة الصحيحة من اللثة إلى السن لكل الأسطح الداخلية والخارجية عبر وضع جزء من شعيرات الفرشاة على حافة اللثة والجزء الآخر فوق سطح السن ثم تحريك الفرشاة برفق إلى الأمام والخلف ومن ثم لفها للخارج باتجاه حافة السن.
لذلك أجد الفرشاة ذات الرأس الحلزوني الأفضل لتساعد على تنظيف الأسنان دون إلحاق الضرر باللثة.
ومن ال