من يصرف علينا¿!!

تحقيق أمل عبده الجندي


تحقيق/ أمل عبده الجندي –
إن لم يكن الأب الأكثر رحمة بأبنائه والأكثر قربا منهم ومن حاجياتهم إن لم يكن هو المعيل لهم في هذه الحياة وصعوباتها . فمن لهم وعلى من تعود المسئولية ومن يتحمل تبعات وتداعيات ذلك¿!!
لأبنائكم حقوق عليكم ومن تساهل في الإنفاق فقد خان الأمانة والعهد
آباء يطالبون بطاعة أبنائهم ويتناسون حقوقهم
«الأسرة» سلطت الضوء على هذه القضية ومسألة الإنفاق وتجاهل الآباء لواجبهم تجاه أبنائهم وما الخطورة المستقبلية المترتبة على ذلك..
ماجد مهدي -9 أعوام- يقول عن حالته: أنا وأخواتي ندرس في المدرسة ونتعلم وأقسم لكم بأن أبي لم يصرف علينا حتى ريالا واحد قائلا أنتم من طلبتم الدراسة فتحملوا تبعاتها وصرفياتها .. أما أنا لست ملزما بذلك وهكذا.
لم نجد أمامنا سوى الشارع نعمل ونشتغل فيه بعض الأعمال الحرة مثل بيع المناديل الورقية ودبات الماء وهكذا حتى نتمكن من إيفاء احتياجاتنا التعليمية والمعيشية.
وهذا ما أكدته لنا أم ماجد.. مضيفة إلى حديثه: لاأدري لماذا زوجي مختلف عن بقية الأزواج فهو لا يصرف على أبنائه ولا يهتم بهم فهو ليس فقيرا أو معدما بل يجعل ماله ومصارفه في القات والسيجارة فأي شرع هذا وأي دين يقبل به¿
تداعيات وخيمة
ومن جانبها أوضحت منال هزاع – أخصائية علم نفس- أنه وبلا أدنى شك أن هناك عدة أسباب لتخلي الآباء عن الإيفاء بمسئولياتهم الانفاقية تجاه أبنائهم أبرزها الفقر والمشاكل الزوجية والنفسية والعجز والمرض والسفر والطلاق …الخ.
ولكن وبصورة خاصة تكمن أن الطامة الكبرى هي قدرة الآباء على الإنفاق معيشيا ونفسيا وصحيا ولكن نكاية بالزوجة لفرط المشاكل الأسرية في حياتهما فينتقم بالأبناء ويعاقبها بفلذة كبده!! ليجد الطفل أنه ضحية لا ذنب له سوى عجزه وضعه وقلة حيلته.
وأضافت: لهذا تداعيات نفسية ومجتمعية خطيرة تكون سببا في انحراف الطفل والانفلات واختيار الشارع ملاذا يسترزق منه كالتسول أو السرقة .. وصحبة السوء والانخراط ضمن عصابات تستغل حاجته وبراءته في أعمالها الإجرامية الخطيرة.
وعلى إثر ذلك سيلقى بين هذا وذاك مختلف أساليب العنف والاعتداءات الجسمانية والنفسية التي قد تكون من الصعب مداواتها وحلها مستقبلا.
ووجهت هزاع برسالة في نهاية حديثها قائلة: «أيها الآباء أنتم من تعاقبون ومن تحرمون»!! فالمسألة ليست نكاية بأحد أو تبيع ولدك للشارع يستزرق منه طالبا بذلك كل ارتباط وثيق بواجباتك الأبوية تجاهه¿ فالناس يموتون من أجل أن يحيا أبناؤهم وأنت تعيش على حساب موت أبنائك¿ ولا تتحجج يوما بعجزك لضياعك لهم.

منبت من القسوة والعنف
وأكدت إيمان ياسين – مرشدة وداعية إسلامية – بقولها: إن ما يثير الدهشة ويبعث في النفس بواعث الألم والحسرة هو تفكير بعض الآباء بكون قدسية الطاعة تنبغي من الأبناء لهم ولا حق عليهم تجاه أبنائهم لتتجلى عند هذا التصور أمور كثيرة منها: القسوة والعنف والازدراء. وما مسألة الإنفاق إلا إحدى تلك التداعيات .. فتراه يحرم أولاده من مصاريف تعليمهم وأكلهم وشربهم تحت أي مبررات أو ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان.
موضحة قول رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيما معناه: «إن لأولادكم حقا عليكم» .. حق أن تصرف على تعليمه وعلى احتياجاته وعلى مصاريفه الخاصة من مأكل وملبس ومشرب ومعالجته .. وتحسن إليه حتى يشتد ساعده ويبلغ رشده ويصير رجلا تعتمد عليه لا صبيا تكون أنت سببا في ضياعه وتشرده ودمار مستقبله «ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» والأبناء أمانة في أعناق والديهم عجزت الجبال على تحملها. فما بالكم بأب يخلو مسئوليته وواجباته الإنفاقية عليهم.

قد يعجبك ايضا