قال لي صاحبي…

عبدالرحمن بجاش


 - كنت وصاحبي نقلب في صفحات الجريدة لنتوقف عند أسماء منشورة لحزب جديد ليتسمر نظره على «هذا اسم ابني» ضحك قائلا : لا يزال صغيرا كيف أفعل¿ وكيف أتصرف¿ وكيف تنشرون اسمه بين الأسماء وهو لا يعلم ولا يدري عن الأحزاب شيئا¿ قلت
عبدالرحمن بجاش –

كنت وصاحبي نقلب في صفحات الجريدة لنتوقف عند أسماء منشورة لحزب جديد ليتسمر نظره على «هذا اسم ابني» ضحك قائلا : لا يزال صغيرا كيف أفعل¿ وكيف أتصرف¿ وكيف تنشرون اسمه بين الأسماء وهو لا يعلم ولا يدري عن الأحزاب شيئا¿ قلت عن الأولى : إننا ننشر كإعلان والثانية كون أنه لا يعلم عن الأحزاب شيئا فمن حظه ألا يعلم!! قال : كيف¿ قلت : وهل ما تراه أحزاب أو حزبية¿ ما تراه مجرد فوضى باسم هذه المظلومة «الديمقراطية»!! المهم أرسل للجنة الأحزاب رسالة أعلمهم أن ابنك ضم اسمه بدون علمه ولا علمك.
صرت لا أتحمس لصدور صحيفة جديدة وكنا قبل العام 1990م نطير من الفرح لمجرد سماعنا أن زميلا تقدم بطلب إصدار!! الآن صار الأمر سوقا لا صاحب له فمنú رأى نفسه بلا شغل ولا مشغلة نصحه أقرب جالس في مقيل : أصدر صحيفة مثل بعض منú يتركون مواقعهم فيتحولون للكتابة في الصحف وعلاقتهم بالكتابة كعلاقتي بالطب!! ولا أدري لماذا كلما رأيت الفوضى المرورية في ميدان السبعين أصرخ : قولوا لمدير المرور يبطل كتابة وينزل إلى الميدان!!
سوق الصحافة أصبح كاسدا وبعض الأبواب أغلقت وأخرى في الطريق وفي العام 1991م قلت لمسؤول زميل في الإعلام : يا أخي لöم كل هذه التراخيص فالجرموزي كان يصدر في الأسبوع صحيفتين ويفتتح حزبا جديدا¿ قال وبنبرة لها مغزاها : مش تشتوا ديمقراطية¿ قلت : لكن الضوابط مطلوبة لم يعر كلامي اهتماما ومضى للأسف كان الأمر مقصودا فقد تم إغراق الشارع بصحف معظمها لا يستحق أن يلمس وساهمت الأحزاب الكبيرة في التفريخ هذه للشتائم وتلك لفلان يقصد الله وثالثة لمجرد أن يقولوا «اليمنيين ديمقراطيين» لتنضم في الأخير إذاعة الـ (FM) قالوا أنها موجهة للشباب وكنت أتمنى أن تبث النشيد الوطني ليحفظه الشباب بدلا من أغاني عيد الميلاد!!
جرى تمييع كل شيء وأصبحت الأحزاب تنافس محال بيع الدجاج مع الفارق أن محال الدجاج تخدم الناس ومنú يعمل فيها أناس يبحثون عن الرزق الأبواب الأخرى توزع الكرافتات!! هل تتأكد اللجنة من بيانات الأسماء المنشورة¿ أعلم أن النشر فرصة لمن يريد أن يعترض لكن يجب ألا ننسى الأمية وأن كثيرين لا يقرأون الصحف في المدن فما بالك بالأرياف والأموات منú سينبههم¿! ولذلك لا بد من الضوابط وعلينا التذكير بأن أمريكا يحكمها أو يتحكم بها والعالم حزبان ونحن نسينا أمر مزارع الدواجن لنستبدلها بمزارع الأحزاب والصحف!! والتركة ثقيلة ثقيلة.

قد يعجبك ايضا