لافتات اليوم الدراسي الأول..!!
عبدالله الصعفاني

مقالة
عبدالله الصعفاني –

مقالة
{ هاااه يا صغيرة كيف كان يومك الدراسي الأول¿
أجابت : زöفت يا عمو.
وبدأت حكايات اليوم الدراسي الأول «السبت الماضي».
> وحتى أكون دقيقا.. فالانطباعات من ثلاث مدارس فقط.. ولهذا لزم التنويه.. وعلى بقية الأقلام رصد جاهزية المدارس الأخرى مراعاة لفارق الأصل والظل والتوقيت.
>> في المدرسة الأولى اشتكت الطالبات من أن الفصول على ما تركنها في الامتحانات.
النوافذ مكسرة.. الطاولات والكراسي مليئة بالغبار والأتربة.. وكثير من أولياء الأمور انتظروا حتى يحل اليوم الأول من العام الدراسي وتقاطروا على المدارس طلبا لتسجيل الأبناء والبنات.. وطبعا السبورات بلا أقلام لأن التلاميذ لم «يفúرöقوا» قيمتها أثناء العطلة الصيفية.
> تقول ملاك : يا بابه اشتري لي بوته بدلا عن الجزمة.. هكذا قالت الأستاذة.. حاااضر.
غيداء : قالت الأستاذة الأخرى إذا لم يكن في القدم بوتي لا بأس من جزمة.. جزمة واطية.. حاااضر.
وتتواصل الرواية.. حيث قالت الوكيلة : هذه السنة المنهج الواحد لاثنتين من الطالبات.. هناك عجز في عدد الكتب.. يعني كل ثنتين يشتركين في كتاب.
>> معلمة ثالثة قالت لتلميذة الصف الثاني ابتدائي : ليش تجيبي دفاتر أبو ستين¿ بكرة اشتي دفاتر أبو أربعين.
وتأملوا في مجموع هذه المفاهيم التربوية.
> خايب الرجاء الأب مشغول ويكرس عادته القديمة في تسجيل ابنه أو ابنته في اللحظة الأخيرة.. والويل لمن يقول له الفصل مزدحم أو اذهب إلى مدرسة أخرى.
سيقول : أنا جار المدرسة.. واسألوا عاقل الحارة.
طيب.. لما أنت قريب لماذا كل هذا التأخير¿ ويسجل الجميع ولو تحت إيماءات الصميل «المقطرن».
>> النوافذ مكسرة والإصلاح بيد النجار والنجار يشتي فلوس.. لا بأس.. هذه مشكلة.. ولكن هل هناك عاملة نظافة تمسح الكرسي والطاولة بدلا من إجبار طلاب وطالبات اليوم الأول على مسحها بالبنطلونات والبالطوهات¿ السؤال ليس ترفöيا.
> لا أقلام للسبورات في اليوم الأول.. لماذا لا يكون لإدارة المدرسة اتصال مسبق مع مجلس الآباء أو مع بعضهم لتوفير الأقلام ما دامت وزارة التربية والتعليم في جمهورية الكونجو الديمقراطية لم توفر الأقلام ولم تصلح نافذة وتعاني من شحة في المناهج الدراسية المصلوبة في ميدان التحرير وميادين أخرى للقادرين على الدفع¿
>> أما حكاية الدفاتر المطلوبة فتسقطك إذا لم يكن من الضحك فمن الوجع.. فقد نفهم أن تطلب المعلمة من التلميذة دفترا أبو ستين بدلا من دفتر الأربعين.. لأن المادة تحتاج لذلك.. أما أن تطلب تغيير دفتر الستين بالأربعين فإنه يعني إحدى حالتين :
إما اجتهاد الصغير وقيامه بتمزيق عشرين صفحة زائدة عن الطلب.. أو تكليف الأب بإعادة الشراء مع أن دفتر الستين قادر على استيعاب مهام زميله دفتر الأربعين.
> وأما بعد إيراد شيء من الملاحظات على ترهل وتعسف اليوم الدراسي الأول.. لاحظوا أن الوقت قد أزف في الطرائف دونما حديث حول الطرائق المتسائلة هل المعلم والمعلمة في جاهزية نفسية ومعرفية للوفاء باستحقاقات حسن أنظار أحمد شوقي¿
ماذا عن الدوام والانضباط وتمثل الكفاءة والقدوة¿
هل يحق للتلاميذ أن يعبروا عن أنفسهم فيتلقف التربويون مشاكلهم الممتدة من زحام الفصل إلى الحمام غير الصالح للاستخدام.. فضلا عن الحفظ والتلقين وأجواء عض اليدين¿
>> طلاب وطالبات المدارس هم رأس مال هذه البلاد ومركز العبور الآمن إلى المستقبل.. فلا تجعلوهم يصرخون من البداية.. واربطوا عملية تعليمهم بعناصر الفائدة والتشويق والجذب سعيا إلى حصاد علمي جيد.
> لافتات عديدة الأسئلة والأجوبة فيها تحوم فوق مبنى وزارة التربية والتعليم.