المجاري تهدد مدينة الحديدة بكارثة بيئية وصحية ولا حلول في الأفق


الثورة / يحيى كرد –
تتواصل مناشدات واستغاثة المواطنين بمحافظة الحديدة لوضع حلول جذرية ونهائية لمشكلة المجاري وطفحها المستمر في مختلف شوارع وأحياء المدينة منذ أكثر من خمسة عشر سنة وفشل قيادة المحافظة والمجلس المحلي والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي المتعاقبة في وضع الحلول والمعالجات الحقيقية لهذه المشكلة التي حولت حياة الناس في هذه المحافظة إلى جحيم ومعاناة يومية يصعب وصفها إلى جانب تشويهها لهذه المدينة التي يطلق عليها عروس البحر الأحمر التي تحولت شوارعها وحاراتها إلى مستنقعات راكدة بالمجاري ومأوى للبعوض الناقل لأمراض حمى الضنك والملاريا والبلهارسيا والإسهالات وأمراض العيون والجلد وغيرها من الأمراض المعدية التي تفتك بالمئات من المواطنين وخاصة الأطفال إلى جانب ما تسببه من تلوث للبيئة بالمدينة.

(طفح المجار حول حياة الناس إلى جحيم)
صفحة البيئة بصحيفة الثورة زارت بعض الشوارع والحارات والأحياء التي تعاني من طفح المجاري ونقلت معاناة المواطنين على ألسنتهم ومدى الكارثة البيئية التي تسببها هذه المجاري حيث أشار المواطن مهيوب عبدالملك من شارع جمال أن طفح المجاري المتواصل بالشارع نغص حياتهم اليومية وأصبح يمثل كارثة حقيقية لهم ولأطفالهم ولأساسات منازلهم وللبيئة المحيطة بهم من خلال الروائح الكريهة المنبعثة من مستنقعات المجاري الطافحة من غرف التفتيش أو المناهل في الشوارع والحارات .. وطالب مهيوب بحل هذه المشكلة التي شوهت جمال هذه المدينة وتسببت في انتشار العديد من الأمراض بشكل كبير بين الناس .
وأضاف مهيوب أن قيادات المحافظة والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي أثبتت فشلها تماما في وضع الحلول الجذرية لهذه المشكلة منذ أكثر من 15 سنة .

(دخلت المجاري منازل المواطنين)
من جانبه أكد المواطن محمد القليصي من سكان حارة غليل بأن الحي الذي يسكنه تتطفح فيه المجاري يوميا وبشكل كبير جدا وتتحول شوارع الأحياء الصغيرة إلى مستنقعات من المجاري الراكدة وتدخل إلى بعض منازل المواطنين المنخفضة عبر الحمامات والأبواب وهذا زاد معانات المواطنين بشكل لا يطاق أو فوق التحمل .
وناشد القليصي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بسرعة وضع الحلول والمعالجات وإنهاء معاناة الناس في هذه المحافظة منذ عدة سنوات دون حل لهذه المشكلة الخطيرة التي فشلت قيادة المحافظة في معالجتها على مدى هذه الفترة الطويلة من المعاناة الحقيقية التي أصبح معها الناس غير قادرين على العيش بشكل طبيعي مثل كل الناس بالمحافظات الأخرى أو الدول المجاورة .

(المجاري تتدفق كالأودية بالشوارع)
وأشار المواطن منصور علي ناجي من سكان شارع التنمية أمام جامعة دار العلوم الشرعية إلى أن المجاري بالشارع بصورة يومية ويتحول الشارع والحارات المجاورة له إلى وادُ متدفق بالمجاري والتي تؤدي إلى قطع حركة السير للمركبات والمشاة وتدخل إلى منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية إلى جانب أن هذه المجاري تتجمع بجولة البحث الجنائي الشرقية وتصبح كالنهر المتجمد باللون الأزرق كونها تطفح من أكثر من عشر مناهل أو غرف للتفتيش بالشارع والحارات المطلة عليه وتمر من الشارع وبعض أزقة الحارة وتلتقي بالجولة التي تضم العديد من المطاعم والبوفيات ومحلات لبيع المواد الغذائية كما تشكل هذه الجولة ومستنقعات المجاري بشكل عام مأوى لتجمع الكلاب والقطط الضالة والبعوض الناقل لمختلف الأمراض الفتاكة .

(بعد ساعات من إزالة الانسداد يعاود الطفح)
ويشير ناجي انه عندما يتم الاتصال بالمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وإبلاغها بأن المجاري طافحة يصل بابور الشفط بعد يومين من البلاغ إلى موقع طفح المجاري ويقومون بإزالة انسداد بعض غرف التفتيش دون شفط المجاري الطافحة في الشارع أو الحارة ويذهبون وبعد عدة ساعات يعاود طفح المجاري من جديد وهكذا هو الحال بشارع التنمية الذي تقع عليه جامعة دار العلوم الشرعية وجامعة العلوم والتكنولوجيا .
وطالب ناجي بمحاسبة قيادات المحافظة والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي المسئولين عن هذا العبث والوضع المتردي للمجاري في المحافظة ليس في المجاري فقط بل في جميع الخدمات المتعلقة بحياة الناس .

(لا توجد بوادر للحل )
المواطن سالم مزهري صاحب محل لبيع أعلاف المواشي بشارع التنمية يقول بأن معاناة المواطنين من المجاري متواصلة منذ أكثر من خمسة عشر سنة دون أي بوادر حل لهذه المشكلة من فبل قيادة المحافظة أو مؤسسة الصرف الصحي الذين يكتفون بفتح انسداد المجاري الطافحة بعد إبلاغهم ويغادرون دون شفط المياه العادمة التي خلفها طفح المجاري في الشارع أو الحارات التي تعود إلى الطفح بعد ساعات من إزالة الانسداد .
وأكد مزهري بأن حل طفح المجاري لا يكمن في فتح أو إزالة الانسداد المتواصل للمجاري الذي يحصل من وقت إلى آخر في المناهل بشارع التنمية التي تطل عليه جامعة دار العلوم الشرعية التي تضم أكثر من أربعة آلاف طالب ولكنه يكمن في معرفة المشكلة في طفح المجاري المتواصل ووضع الحلول والمعالجات الجذرية والنهائية والسريعة أيضاٍ لهذه المشكلة الحقيقية التي أصابت الناس بالمنطقة بالعديد من الأمراض الفتاكة .

(أثبتوا فشلاٍ ذريعاٍ)
كما أكد المواطن عبد السلام بأن قيادة المحافظة والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة أثبتت فشلها الذريع خلال السنوات الماضية لعمل الحلول والمعالجات النهائية لمشكلة المجاري رغم الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها المحافظة والمؤسسة إلى جانب الصلاحيات الممنوحة لها . منوهاٍ إلى أن محافظة الحديدة مهددة بكارثة بيئية خطيرة إذا لم يتم حل مشكلة طفح المجاري المتواصل في جميع شوارع وحارات المدينة وبالأخص أمام كلية دار العلوم الشرعية وجامعة العلوم والتكنولوجيا وشارع التنمية وجمال وغليل والصبالية والكورنيش وشارع الساحل أمام حارة اليمن والسور وباب مشرف والصديقية والمطراق والحوك وأمام مدرسة التعاون والنور وغيرها من الحارات والإحياء والشوارع الرئيسية والفرعية التي لا يتوقف فيها طفح المجاري .

قد يعجبك ايضا