إجلاء الصامت في ديوان الأستاذ عبدالله عطية¿!
–
إن عمر الإنسان يقاس بما قدمه في أيام زمانه وبمقدار جهده تكون الإضافة لناتج الحياة الأدبية والاجتماعية عرضا وعمقا ودلالة… لأنها المدد النفيس للمعنى الأصيل للإنسان والشاعر والأديب والمفكر «تمنحه غداءه وضياءه وعطاءه وأسباب تفوقه وعلى أساس ما يمنحه النتاج الأدبي من ذلك اللمحات وسري النبضات يكون دوما في موازين المداولة وبما يمكنه من الاستفادة من بني الناس وبأثره الوارف يعطي ثمارا للعقول الآخدة من عطائه.
نقول هذا ونحن نستعرض كتاب الأستاذ الشاعر عبدالله عطية المربي التربوي لنصف قرن خلا في سوابق الأيام – حيث تطالعنا اليوم أعماله الأدبية في ديوانه المسوم والذي أصدرته وزارة الثقافة في السنوات الماضية ولقد تفضل نجله المهندس والشاعر أكرم أن سطره لي بإهداء متواضع والفضل له موصول.
وبالتجول السريع عبر ما احتواه الكتاب نلمس من الجهد واضحه وقبل الولوج في بعض ما احتواه الكتاب يتضح للمستطلع حسن التنظيم والتبويب أو اتقان التنسيق والترتيب للحد الذي جعل الموضوع بين دفتي الكتاب حبات متناسقة في عقد نظم لا تنافر بينها ولا فرجة وإنما هو الوئام الذي يشد المستطلع ويجذب انتباهه لينتقل به في يسر من صفحة لأخرى يروي بتاريخه زمان الشاعر وعهده إلى نهاية المطاف.
وهذه من الحمائد الذي تشكر للكاتب والناشر معا والتي نتمنى أن تكون سمة لبني الناس وبخاصة أهل الزمان من أقرانه.
وحتى لا تزل أقدام البعض في نكران فضل أولي الفضل حيث لا خير في جحود ولا أمل مع كنود ولا قيمة لمن يروي ظمأه من غير سواه ثم يزعم أنه أوتي نعمة على علم عنده.
لقد خاطب الشاعر الوطن في أماكن عدة ومنها يقول:
فلم يعد في بلادي
من يصنع الآلاما
أو يقبل الذل يوما
أو يرهب الحكاما
ما ربع قرن قضاه
حرا كريما هماما
إلا امتداد نضال
سقى الطغاة الحماما
إلا إرادة شعب
لا تعرف إلا حجاما
ويتحدث الشاعر والأستاذ عن معاناة شعبه من عقد الـ60 وحتى زمن الناس بآخر ما كتب دواما من الجوانب الاجتماعية والسياسية والتربوية وغني عن البيان ثورية الشاعر ونمط تفكيره بالتعبير عن مشاعر الملايين من أبناء جلدته حيث يسطر قوله:
عادت في وعودها لمياء
فدروب الهوى زهورا وماء
فلا هي ارتوت ولا هي شحت
فالمحبوب للوصال ظماء
ويواصل الشاعر إلى أن يقول:
أن هي تناءت في أر
ض امتداد لما ارتضى الشهداء
قل ما شئت فيها
فإن الإسراف فيه سخاء
والمتأمل يجد أن مجمل قصائده أي عطية كانت تستعرض ومعاناة الآخرين في أسلوب يجمع بين البساطة وفرط المعاناة حيث كان الشاعر دائم الاستشهاد بالتراث &