جيوبنا في رمضان
خالد الصعفاني
خالد الصعفاني –
حل رمضان واقترب عيد الفطر ومن هناك يلوح عيد الأضحى بيديه وهي مناسبات ثلاث تقدم للتجار والمستثمرين الفرصة المطلوبة لإغراق المستهلك اليمني والمسلم عامة لكن الحديث عن اليمني فقط يهمنا هنا لأن لليمني طقوسه وظروفه ومعادلة عيشه الخاصة ..
في رمضان هناك الحديث ملف الزوجة لاحتياجاته التي تبدأ برقائق السمبوسة او “الكريم كرامل” لكنها لا تنتهي بعد ذلك , وقبل العيد هناك ملف آخر لربة البيت عن لوازم العيد تبدأ بالزبيب واللوز والشوكولا وتمر بالملابس ولا تقف عند لحمة العيد وحق الجعالة على مدار الساعة ..
لا بأس في كل ذلك فهذا طقس رمضان وهذه هي الأعياد في اليمن خصوصا بعد ذهاب أيام كان الرجل المتعرس يستلف ” الشملة ” أو ” الصماطة ” من فلان أو علان .. حركة بيع وشراء ضخمة تشمل كل شيء وعلى طريقة الإخوة في مصر ” من الإبرة للسروخ ” ..
طوفان احتياجات رمضان والعيد ترتفع موجته عاليا لتشمل الغني قبل غيره ثم الموسرين بعد ذلك من متوسطي الحال والأدنى قليلا منهم لكن يستثي بمستويات متعددة المعدمين أو أولئك الذين يعيشون بالقرب من خطوط الكفاف .. تجد الناس في الأسواق وكأنه لا احد في البيت وتجد الجميع يعرض بضاعته مهما قل شآنها أو ضعفت شهرتها وهي حكمة الله في بركة رمضان وخيره الذي يعم الغالبية العامة ..
لكن مسألة أخرى تبرز وسط هذا الصخب الشرائي تتصل بجودة المنتجات ومصدرها وقابليتها للاستهلاك الآدمي .. مسألة تتكرر في كل رمضان وكل عيد بصورة اكبر من باقي أيام السنة .. ترى “السوبرماركتات” تتسابق على المشترين بعروض بعضها معقول وبعضها غير معقول , يعني كذب فقط , وبعضها يزاوج بين تخفيض أسعار بعض السلع ورفع أخرى وإبقاء ثالثة في مستوى السعر العادي ..
وترى البقالات لا تجاري طلب الساعة لأرباب وربات الأسر وتجد في رمضان والعيد ما لا تجده في باقي أيام العام , وترى “البسطات ” و”العربيات ” تجوب الأزقة و تملأ جوانب الشوارع وتزاحم البشر والمركبات في الحركة وفي البركة من معروض الفواكه الطازجة المكشوفة بأنواعها إلى المعلبات الملونة ذات تاريخ الصلاحية شبه المنتهي إلى “أكوام” السمبوسة والجعالات والخضرة والكدم والقائمة هنا تطول وتطول ..
والحقيقة أن السؤال الذي زارني وأنا اكتب ما سبق من هذا المقال اتصل بالدور الذي تتصدى له جمعية حماية المستهلك وسط هذا الطوفان العارم الذي وان كان له منافعه الا انه يحمل في موجات المد والجذر فيه ما يخيف ويستدعي القلق على الصحة وعلى الاقتصاد الوطني أيضا .. منتجات مجهولة الهوية وأخرى تدل معلوماتها على أنها أنتجت بطريقة الشوكولاتة التي صممت في الدانمرك وصنعت في الصين على الطريقة الإسلامية في “الدقة ” المصنوعة في الهند ..!
أخيرا :
كريم أنت يا رمضان وان تشمل بخيرك اغلب الرقعة الإسلامية فبين القدرة على الشراء وحالة الصدقة والإنفاق الخيري المنظمة أو العشوائية تعم حالة التكافل بنسب أعلى في رمضان قياسا