العاصمة .. هناك فرق
خالد الصعفاني
خالد الصعفاني –
بين مناظر الزبالة التي عجت بها العاصمة لأسابيع في السابق وبين الوضع الأفضل للنظافة بعد ذلك , تظهر قيمة التغيير في قيادة أمانة العاصمة .. تماما كحال الأسواق العشوائية والبسطات التي كانت تضيق الخناق على حركة المركبات والناس في السابق خصوصا في رمضان وحالها اليوم , زورا شعوب وباب اليمن والتحرير وشارع هائل وستجدون أن الوضع أفضل وهي الأماكن التي ظلت على الدوام تشكل إشكالا كبيرا للمارة والسيارة وللناظرين ..
وعندما نقارن بين سنوات الفرجة على تلك المشاكل وبين فترة وجيرة لمسنا الحلول الموضوعة لحلها سنصل إلى حقيقة مفادها أن في أمانة العاصمة (قول وعمل وناتج) وهي ابسط مقومات وعناصر أي عطاء أو أداء .. وهذا نتيجة طبيعية لايجابيات التغيير التي جرت مؤخرا في قيادة أمانة العاصمة .. طبعا لن يكتفي أهل العاصمة بما تم وهم يأملون أن يكون القيض من الفيض المأمول ..
أهل العاصمة ينتظرون من رجل يحمل حجم والسيرة الذاتية لعبد القادر علي هلال الكثير وكيف لا وهو الرجل الذي ترك بصماته وحضوره المميز في غير مكان تقلد مسئوليته ومسئولية تصدى لها .. العاصمة في حاجة لعلاج أمراض وتحديات عديدة منها يتطلب التشخيص الواقعي ومنها يتطلب الجراحة العاجلة ومنها ما ينتظر جهود أهل العاصمة من أجل مدينة جميلة وأكثر نظافة وأكثر تنظيما وأكثر أمنا ..
ولا أظن «هلال» إلا مدركا لحقيقة أن العاصمة رغم سنوات التطور والتمدد لم تحلل بعد من بعض ما وصفه بها فيلسوف الشعر اليمني المرحوم عبد الله البردوني الذي قال إنها مليحة عاشقاها السل والجرب .. صحيح لم يعد هناك سل ولا جرب لكنهما واقعان متلازمان في بعض مرافق العاصمة وطرقات العاصمة وأحياء وساكني العاصمة ..
ملفات شائكة تنتظر العلاج والحل وسيكون على رأسها حل إشكالية المرور واستكمال مشاريع الطرقات وستظل الأسواق العشوائية حاضرة القلق لحين العلاج الجذري كما أن تحديات المجاري والقمامة ومصارف المياه لاسيما مع الأمطار هذه الأيام وغيرها كلها تنتظر الحل وستكون حاضرة الجدية في تعاطي الأمانة مع العاصمة , كما أن لنا آمالا في مرافق خدمية أفضل يكون التعاطي مع الموجود منها بإعادة التنظيم والترميم ويكون بإيجاد غيرها حتى تتنوع المرافق وتساير الزيادة الانفجارية وغير المبرمجة لسكانها من كل اليمن ..
أمانة العاصمة مع كل تلك التحديات ستكون في الواجهة وفقا للاختصاص لكن تبقى المهمة مهمة الجميع من هيئات حكومية معنية وهي مهمة تضامنية أيضا مع أهل العاصمة أنفسهم فبدون تجاوبهم يصبح المشهد العاصمي «ألف مخرب وألف عمار « وهو ما لن يتحسن معه واقع العاصمة ولا مستقبلها وسيكون الجميع قد أسهم في تسريع السير نحو لحظة الانفجار الكبير في صنعاء عاصمة اليمن وحاضرة التاريخ التليد منذ نجل سيدنا نوح عليه السلام ..
لو سألتموني عن دور أمانة العاصمة وأهلها في تطويرها والمحافظة عليها لقلت بسرعة .. الأمانة مسئولة على كل مشاريع التطوير والتحسين والتوسع المتصلة بالخدمات العامة من ما يوفر السير إلى الأمان إلى النظافة إلى الترفيه , ويقع على عاتق ساكن العاصمة دورا مهم في الإسهام الايجابي مع مطلب الحركة والأمن والنظافة العامة والنظام العام والترويح ..
العاصمة هي بيتنا الكبير في نطاق اليمن بيتنا الأكبر , وهي واجهة البلد ورسالة المجتمع اليمني الأهم .. وهي رمز التاريخ والعطاء والعقل اليمني , وكلما أسهمنا في أن تكون الرسالة إيجابية كلما أدينا الأمانة على الوجه اللائق .. وكلما اعتبرنا الأمر لا يعنينا كلما اقتربنا من الحضور السلبي الذي يفرز السوء دائما ..
وباجترار بعض من تلافيف الذاكرة العاصمية نجد أن الأسبق أحمد الكحلاني يظل في عقول أهل العاصمة خير من تقلد موقع إدارتها بين قائمة من الأسماء الكبيرة , وأتصور أن أمام الأمين الجديد عبد القادر علي هلال فرصة مهمة لكي يعزز مشوار نجاح مواقعه السابقة بترتيب البيت العاصمي على النحو الذي يعيد لصنعاء حرمتها وهيبتها ورونقها المفقود منذ زمن ..
أخيرا :
بين ماضي العاصمة وحاضرها هناك فارق ملموس .. ودوما نقول إن التعامل بمسئولية ووعي وبحكمة وصبر من كل الأطراف العاصمية هو السبيل الوحيد لعاصمة جميلة كما نريد .. وبدون استشعار المسئول والمواطن في العاصمة أمانة أن يوفي كل طرف بما عليه وأن يتعاونا من أجلنا جميعا , وأن تكون الأيدي واحدة في عملية التصفيق كما في البناء , بدون كل ذلك سيكون حظنا العناء المستمر للجميع لأن من لا يعمل من أجل بيته لا يستحق أن يعيش فيه ..
khalidjet@gmail.com