التكافل الاجتماعي .. حث عليه الإسلام في كل زمان وأكد عليه في رمضان

استطلاع نجلاء علي الشيباني


استطلاع/ نجلاء علي الشيباني –
الصدقة مرجوعة لصاحبها أضعافا مضاعفة وهي من أسباب السعة في الرزق

٭ .. لم يقدر الإسلام صدقة معينة ولم يفرضها في شهرومعين فالناس تختلف حاجاتهم باختلاف المكان والزمان والمنفقون أنفسهم تختلف قدراتهم المالية ولذلك فإن الإسلام حثنا على مراعاة الفقراء والتصدق عليهم بالمعروف في كل زمان ومكان بما تقره الفطرة السليمة وعرف الفضلاء من الناس.
لكن الإسلام ومثلما اعتبر أن المال وسيلة للإنفاق والبر بالفقراء طوال العام فإنه جعل لهذا الأمر مكانة خاصة في شهر رمضان.

التفقات الواجبة
٭ الإسلام اعتنى بهذا الجانب لأنه ليس مجرد وسيلة لتحقيق التكافل بين الناس بل هو غاية من غاياته في تربية الإنسان الصالح الجدير برضا الله للحد من الفقر بالإكثار من الصدقات طوال العام وليس في الشهر المبارك أو أي مناسبة فحسب .. هذا ما أكده الدكتور رائد سالم شرف وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة صنعاء حيث أشار إلى أن الفقهاء قسموا النفقات إلى قسمين فرض ونافلة أما الفرض فهو الزكاة والنذور والكفارة وهنا يجب على المسلم أن يزكي على ماله إذا بلغ النصاب وكذا الكفارات كالذي يفطر رمضان عمدا من غير عذر وجب عليه صيام شهرين متتاليين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا وكذلك لحلف اليمين إذا حلف في يمينه عيه أن يعتق رقبة وإن لم يستطع فصيام ثلاثة أيام وإن لم يستطع فإطعام عشرة مساكين من أوساط ما تطعمون أهاليكم وكذلك النذر فمن قال إذا شفى الله مرضي سوف أتصدق بكذا فإن عليه في هذه الحالة الإنفاق وهذه الأمور واجبة.

الصدقات
٭ ويضيف الدكتور شرف: أما الصدقات فمجالها كبير وأنواعها متعددة فيما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يولي فضل الشهر الكريم أهمية خاصة فقد كان في الصدقات أجود ما يكون من الريح المرسلة ومن المعلوم أن النافلة في رمضان تعد فريضة في ما سوى رمضان وأن الفريضة في رمضان تعد بسبعين فريضة في ما سوى رمضان كما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم وكذا الصدقات تعادل أضعافا في هذا الشهر فالصدقة كما يعرفها هي نفقة تخرج لوجه الله تبارك وتعالى لا على وجه الفرض والواجب كالزكاة.
ويقول: الإسلام لم يحدد للصدقة شهرا ولا وقتا معينا وإنما تكون في أي وقت في حين حث عليها زيادة في الشكر الكريم حتى يجد الفقير ما يفطر عليه أو يتسحر به وكذلك لمواساة الناس في نهاية رمضان..
وعن ما ورد في الإنفاق والصدقات وعما الكتاب والسنة يقول: قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).
وقال: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
وقال تعالى: (إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) فالصدقات عندما ينفقها الغني تضاعف له أضعافا مضاعفة.. ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) ويقول عليه السلام (درهم سبق مائة ألف درهم فقال رجل: كيف ذاك يارسول الله قال رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة ألف درهم تصدق بها ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به.

تقليل الفوارق
٭ يعتبر الإسلام المتصدقين في شهر رمضان والمنقطعين عن الصدقة في الأيام العادية واقعين في خطأ جسيم حيث أن الفقراء والمساكين موجودون في رمضان وغير رمضان وهم محتاجون للخيرين والمتصدقين في كل حين .. فالله عز وجل جعل من هذا المال نعمة وإكراما للغني وهو ابتلاء وإذا أراد المتصدق الخير فعليه الإنفاق الكثير وعلى مدى العام لأن الله سيخلفه وسيضاعفه .. كما أن الصدقات تقلل من الفوارق الطبقية بين أفراد المجتمع .. فلا يحسد الفقير غنيا ويريد الإسلام بتعاليمه بفرض نظام الإنفاق والصدقات ليقلل من الفوارق بين الناس لتصبح الطبقة العامة هي الوسطى كما أتى ليقلل الهوة ويجعل الكثير من الناس وسطا والقلة منهم فقراء والقلة أغنياء وبهذا يكون المجتمع ضمن هذا الميزان العادل ويشير إلى أن الإسلام يستخدم أسلوب الترهيب والترغيب مع الأغنياء فيوم القيامة يسأل الله المرء عن ماله من أين اكتسبه وفي ما أنفقه قال عليه الصلاة والسلام في ما لا تزل قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وشبابه في ما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفي ما أنفقه).
وركز الدكتور رائد أستاذ الدراسات الإسلامية على مسألة هامة يتجاهلها كثير من الناس رغم اهميتها وهي اتخاذ الصدقات كنوع من المباهاة فمن ينفق يجب أن يكون إنفاقه لوجه الله تعالى أما عن الإعلان والتشهير فهذا غير وارد إطلاقا فالله لا يقبل المال إ

قد يعجبك ايضا