مسجد العيدروس واحد من أهم الآثار الإسلامية الشهيرة

كتب |محمد قائد العزيزي

كتب |محمد قائد العزيزي –
لاتختلف مدينة عدن عن بقية المحافظات والمدن الرئيسية الأخرى من حيث احتوائها على المساجد والمدارس الإسلامية فهي مدينة ذات تاريخ عظيم ففيها من الاثار الاسلامية الشهيرة ما يعود تاريخها إلى بداية الدعوة الإسلامية في اليمن .
ومن خلال هذه المساحة سنتناول بعض ما تزخر به هذه المدينة العريقة من المعالم والمساجدالتاريخية البارزة ….فإلى التفاصيل
إن من أشهرالآثار الإسلامية في مدينة عدن مسجد العيدروس الذي يعد واحدا من أهم الآثار الإسلامية الشهيرة حيث يعود تاريخه إلى أوائل القرن العاشر الهجري ..
ويقع مسجد العيدروس في حي العيدروس بمنطقة كريتر وينسب المسجد القبة الملاصقة لجداره الشمالي إلى الشيخ العارف بالله أبوبكر بن عبدالله العيدروس الذي يقال انه قدم الى عدن حوالي عام 890 هجرية وتوفي في عدن في شهرشوال عام 914 هجرية كما هو واضح في التابوت الخشبي الخاص به والموجود داخل القبة.
13 ربيع الثاني
ويؤكد الاخ احمد الجبلي مدير تحرير صحيفة 26 سبتمبر في احدى مقالاته ان الروايات التي استند إليها تقول إن الشيخ العيدروس حينما قدم الى عدن قادما من حضرموت استقر به المقام في هذه البقعة من الأرض «كريتر» حيث كان يوجد مسجد صغير بني على طراز المساجد الصغيرة الأولى في الإسلام وظل الشيخ العيدروس يلقي فيه دروسه الدينية واشتهر بعلمه الواسع بين الناس وعندما توفي الشيخ العيدروس دفن في نفس المكان وبني فوق ضريحه قبة الى الشمال من المسجد وما يزال اهالي عدن وغيرهم يقومون بزيارة الإمام في 13 ربيع الثاني من كل عام هجري .
ويقول الجبلي :»يقال بان العيدروس كان يجمع التبرعات في حياته ويقوم بشراء الملابس ويذبح الاغنام ويوزعها على الفقراء والمساكين «.
والمدخل الرئيسي للمسجد هو عبارة عن مدخل بارز مغطى بقبة ويصعد إليه عن طريق درجات «سلم»
وتزين القبة التي تعلو المدخل زخارف نباتية وهندسية رسمت بالألوان المائية فوق طبقة من الجص أي بطريقة الافريسك ويتقدم المدخل عقد رائع وهو نوع من العقود انتشرت في العمارة الاسلامية في المغرب الإسلامي ودخل الى مصر مع الحكم الفاطمي كما توجد أمثلة من العقود المفصصة في العصر العباسي المبكر.
زخارف رائعة
أما قبة الشيخ العيدروس فهي عبارة عن قبة كبيرة تغطي حجرة مربعة تحتوي بداخلها على توابيت خشبية للشيخ العيدروس وافراد اسرته وتقوم القبة على منطقة انتقال من حنايا ركنية معقودة بعقد مدببة وتزين القبة ومنطقة الانتقال من الداخل زخارف رائعة بالألوان المائية قوامها أغصان وأوراق نباتية وزهور منها زهرة القرنفل وهي من الزهور الشائعة في الزخرفة العثمانية وتفتح في منطقة الانتقال أربع نوافذ للاضاءة والتهوية كما تفتح في جدران الحجرة أربعة أبواب بواقع باب واحد في كل جدار .
والمسجد وقبة العيدروس منارة عالية أصبحت من معالم عدن وتقع ملاصقة للجدار الشمالي للقبة في الركن الشرقي وقد بنيت من حجر «الجبس» الأسود وتتكون من بدن مثمن به ثلاث دورات خشبية تنتهي بقمة على هيئة قبب صغيرة مضلعة ويوحي طراز هذه المنارات بالتأثيرات الفنية في أساليب بناء المنارات السائدة في شرق العالم الإسلامي «ايران والهند» ..ونظرا لموقع عدن الجغرافي وصلاتها مع الهند خلال العصور الإسلامية .
وتشير المصادر التاريخية الى ان مسجد العيدروس الحالي والذي يعود تاريخه إلى حوالي القرن ال13 الهجري يعتبر من المساجد اليمنية ذات الأوراق والأعمدة الكثيرة وليس لها صحن «فناء «منارة عدن
منارة عدن تعد من المعالم الاثرية البارزة في محافظة عدن فهي وبحسب المصادر التاريخية المختلفة عبارة عن مئذنة لأحد المساجد التاريخية التي طمرت مع مرور الزمن وقد بقي هذا الجزء من المسجد. ويرى المؤرخون أن تاريخ بناء هذه المنارة يعود إلى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزبز خامس الخلفاء الراشدين والبعض منهم يرى بأنها تعود إلى عهد السلطان الطاهري عامر بن عبدالوهاب وآخرون يرون أنها تعود إلى حوالي 1200 عام والمارة تقوم على قاعدة مضلعة وتأخذ شكلا مخروطيا ذا أبعاد ثمانية الاضلاع ويبلغ عدد أدوارها «طوابقها» ستة أدوار ويقدر طولها كاملا بحوالي 21 مترا وتؤدي إلى آخر طابق فيها مكان الأذان «المئذنة» كما يوجد فيها نوافذ عدة أكثرها اتساعا في الطابق الأعلى.
ويتضح في المنارة مع مسجدها رسومات البرتغاليين إبان غزوهم لعدن خلال الفترة من «918 / 921هـ هجرية» 1513- 1516م ميلادية» وبحسب المصادر فان الغريب في تلك المنارة انها تميل سنتي متر
واحد كل عام وهو اللغز نفسه الذي نراه في برج بيزة المائل وقد حرصت بلادنا على ان تجعل منها حديقة مسورة للسياح وإقامة المنتديات الثقافية والمعارض الفنية فيها.
ولأن عدن فيها عدد من المساجد والمدارس الدينية إلا أنها اشتهرت كثيرا بمسجد العيدروس ومنار مدينة عدن.

قد يعجبك ايضا