الواقع العربي‮.. ‬التناقضات والخلافات

صولان صالح الصولاني

 - ما أكثر التناقضات والاختلافات والتفككات المجتمعية في‮ ‬عصرنا الراهن التي‮ ‬تنفرد بها أمتنا العربية والإسلامية عن‮ ‬غيرها من الأمم والشعوب في‮ ‬العالم‮ ‬سواء‮ ‬كان ذلك على مستوى الأفراد أو المجتمعات أو الأنظمة‮ ‬فعلى مستوى الفرد نفسه تجده هذه الأيام
صولان صالح الصولاني –
ما أكثر التناقضات والاختلافات والتفككات المجتمعية في‮ ‬عصرنا الراهن التي‮ ‬تنفرد بها أمتنا العربية والإسلامية عن‮ ‬غيرها من الأمم والشعوب في‮ ‬العالم‮ ‬سواء‮ ‬كان ذلك على مستوى الأفراد أو المجتمعات أو الأنظمة‮ ‬فعلى مستوى الفرد نفسه تجده هذه الأيام إذا لم‮ ‬يلق من‮ ‬يختلف معه حول رأي‮ ‬أو موقف من المواقف إزاء الأحداث التي‮ ‬تشهدها منطقتنا العربية‮ ‬يتجه للاختلاف مع نفسه من خلال ممارسته للجلد والجلد الذاتي‮ ‬ولا‮ ‬يهدأ له بال حتى‮ ‬يخرج بحصيلة من التناقضات والاختلافات‮.. ‬وكذلك الحال بالنسبة للمجتمعات فلم‮ ‬يخل أي‮ ‬مجتمع عربي‮ ‬من التفكك والتشرذم والانقسام بسبب الاختلاف في‮ ‬وجهات النظر والاختلافات الحزبية والمذهبية والسياسية و‮…. ‬الخ‮.‬
أما على مستوى أنظمة الحكم‮ – ‬الهشة أصلا‮- ‬في‮ ‬بلداننا العربية‮ ‬فحدث ولا حرج مذ عرفتها شعوبنا العربية وهي‮ ‬لا تكل ولا تمل عن اختلاق الأزمات والمشاكل وحياكة المؤامرات والدسائس ضد بعضها البعض والتي‮ ‬عادة ما‮ ‬يدفع ضريبة أفعالهم وخلافاتهم تلك المواطن العربي‮ ‬في‮ ‬هذه الدولة أو تلك‮ ‬ولسوء حظ شعوبنا أنه بمجرد ما‮ ‬يعتلي‮ ‬الرئيس أو الأمير أو الزعيم مقاليد الحكم في‮ ‬أية دولة من دولنا تعتلي‮ “‬مقاليد عقله‮” ‬الشكوك مباشرة بأن هذا النظام أو ذاك من الأنظمة العربية‮ “‬الشقيقة‮” ‬يعد تهديدا‮ ‬مباشرا‮ ‬له ولنظام حكمه‮ ‬وهو ما أدى إلى تغذية بؤر الخلافات الحزبية والسياسية والمذهبية المقيتة واستشرائها في‮ ‬عالمنا العربي‮ ‬والإسلامي‮ ‬حيث تم تسخير الموارد والثروات العربية لدمار الأمة وهلاكها‮.‬
فقد أصبح الواقع المليء بالتناقضات والخلافات التي‮ ‬تعيشها أمتنا في‮ ‬عصرنا الراهن‮ ‬يفرض على المواطن العربي‮ ‬المغلوب على أمره الوقوع بين خيارات عديدة كلها تؤدي‮ ‬إلى تشرذم الأمة وهلاكها‮ ‬وبالتالي‮ ‬فمن لديه ميول حزبي‮ ‬أو مذهبي‮ ‬أو عنصري‮ ‬أو طائفي‮ ‬أو‮ … ‬أو‮… ‬الخ‮ ‬فعلى بركة الله‮ ‬لأن الأموال الطائلة والقنوات والفضائيات الإعلامية العربية الواسعة الانتشار تصب في‮ ‬هذا الاتجاه وتخدم هذه التوجهات مهما كانت مخالفة للأهداف والمبادئ الدينية والوطنية والقومية التي‮ ‬قامت عليها الدول القابعة في‮ ‬منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية بشكل عام‮ ‬وكأن شعوبنا العربية هذه الأيام تخوض امتحانا‮ ‬اختياريا‮ – ‬على الطريقة الأمريكية‮ ‬مثلما‮ ‬يحدث في‮ ‬الامتحانات التي‮ ‬يخوضها طالبو العلم نهاية كل عام دراسي‮ ‬والنتيجة احتدام بؤر الصراعات السياسية والمذهبية والطائفية والعنصرية‮ ‬التي‮ ‬تذهب ضحيتها شعوبنا العربية وخيرة شبابنا الذين كنا نعتد بهم في‮ ‬السابق بأنهم من سيرفعون شأن أمتهم ومكانتها بين سائر الأمم والشعوب‮ ‬وأنهم من سيحررون المسجد الأقصى الشريف‮ – ‬أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين‮ ‬من أيدي‮ ‬الصهاينة المحتلين‮.‬

قد يعجبك ايضا