وزيـر ببدلـة نظافة

يحيى الحلالـــــي

 - ماذا لو طلبنا من أحد وزراء حكومة الوفاق بكل أدب واحترام أن يرتدي بدلة عامل النظافة لدقائق ومن ثم يقوم بتنظيف متر مربع فقط بالتأكيد ستقوم الدنيا ولن تقعد وسيكون ذلك طلبا من ضرب الخيال لن يتقبله أحد وسيحول الوزير الأمر إلى أنه استهزاء وسخرية بمكانه ووضعه الاجتماعي وما إلى ذلك.
يحيى الحلالـــــي –
> ماذا لو طلبنا من أحد وزراء حكومة الوفاق بكل أدب واحترام أن يرتدي بدلة عامل النظافة لدقائق ومن ثم يقوم بتنظيف متر مربع فقط بالتأكيد ستقوم الدنيا ولن تقعد وسيكون ذلك طلبا من ضرب الخيال لن يتقبله أحد وسيحول الوزير الأمر إلى أنه استهزاء وسخرية بمكانه ووضعه الاجتماعي وما إلى ذلك.
> إذا الأمر في غاية الصعوبة إن لم يكن مستحيلا .. والسبب بسيط ولا يحتاج إلى نابغة للبحث فيه .. فنظرتنا الدونية لعامل النظافة هي السبب الرئيس في ذلك .. فعامل النظافة ليس سوى شخص من المهمشين الذين يعتبرهم البعض ناقصين.
> ولكن بمجرد أن تتكدس القمامة في كل شارع وزغط وبيت نعود لنقول «والله لولا هؤلاء لأصبحنا مستنقع» أليس ذلك ما نقوله ونردده بمجرد أن يعلن عمال النظافة إضرابهم الذي لا تمر عليه سويعات إلا وأصبحنا في برميل قمامة كبير يتميز عن غيره من البراميل العادية بأنه يمتلك خدمات ومواصلات وهواتف وأسفلت.
> ومن حق هذه الفئة العظمية أن تطالب بحقوقها المشروعة وهم بالفعل أثبتوا لنا أنهم الأرقى في السلم الاجتماعي لأنهم يحتجون سلميا ويعلمون أن كافة مطالبهم ستتحقق وسترى النور .. لكنهم ملوا من الكذب والوعود الكلامية.
> ومن هنا اتساءل لماذا لم تتحقق مطالب هؤلاء الغلابى على أمرهم ¿ ألم يتلقوا أكثر من وعد من مجلس الوزراء وأمانة العاصمة خاصة وبقية الجهات عامة بحل مشاكلهم¿ ولكن يبدو أنها كانت مجرد وعود كاذبة ليس إلا لأن أرقى أنواع الاحتجاجات عادت وعدنا لمسلسل البرميل الكبير.
> أستغرب لعدم تنفيذ مجلس الوزراء لمطالب من بأيديهم بعد الله سبحانه وتعالى إما أن يجعلونا نعيش في مجتمع نظيف أو يعيشونا في برميل كبير .. وإذا لم يكن لهؤلاء صوتهم المسموع فإن الخيار الأخير هو الذي سنعيشه وهو بالفعل ما نواجهه الآن .. وإلا فإن على أي وزير أن يتخيل نفسه مكان أحد هؤلاء الشخصيات الرائعة والمتميزة في كل شيء.
Ya77yh@yahoo.com

قد يعجبك ايضا