« الشبـــاب الحلقـــة الأضعــف!! »
يحيى يحيى السريحي

مقالة
يحيى يحيى السريحي –

مقالة
> ربما لا يتعدى إيماننا بأن الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل مجرد القول ـ إيمان ناقص ـ لأن شبابنا للأسف الشديد حملوا من سوء أفعال القوم ما أثقل كاهلهم وتبخرت معه آمالهم وأحلامهم بمستقبل أفضل يصبون إليه وتراكمت الأسباب والمسببات لهذه الحالة المأساوية التي وصل إليها حال الشباب حتى تحولت إلى كوابيس ليلية ونهارية تكاد لا تفارقهم لعتمة المستقبل الذي أصبح أكثر اسودادا في عيونهم بسبب سوء الوضع العام للبلاد التي ما تفتك تخرج من أزمة حتى تدخل في أختها , والحقيقة التي لا مناص منها أن حظهم العاثر والمتعثر حال دون حصولهم على تعليم جيد وتغذية سليمة ورعاية صحية وبدنية طيلة ما يقارب العقدين من الزمن وتتجلى تلك المعاناة وتظهر بجلاء في خروج ذلك الكم الكبير من الشباب من مختلف محافظات الجمهورية وسبقهم الجميع للشوارع والميادين العامة معلنين قيام ثورة ثانية وجمهورية ثالثة أساسها العدل والمساواة وحق توزيع الثروات وخيرات الوطن بين كل أبناء الوطن بالتساوي دون محاباة أو مجاملة , ومحاربة الفساد وتقديم الفاسدين للعدالة , وتوفير فرص العمل للشباب الذين تتزايد أعداد بطالتهم عاما بعد آخر حتى أوشك أكثرهم أن يفوته قطار الشباب ودخول أكثرهم سن الشيخوخة وهم في انتظار الوظيفة ـ المشفرة ـ التي وإن ظهرت فهي ليست من حظهم ونصيبهم . غير أنه سرعان ما تحولت ثورتهم السلمية ومطالبهم القانونية وتبدلت من ثورة إلى أزمة وصراع سياسي بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة وما لبثوا غير قليل حتى تحولوا إلى أداة ضغط تستخدمهم تلك الأحزاب لجني أكبر الغنائم وكان للأحزاب المعارضة ما تمنت فانقضت على السلطة وحصلت على نصيب الأسد في حكومة الوفاق الوطني وتسعى جاهدة اليوم للحصول على كل الحكومة وجميع مفاصل الدولة وأصبح الشباب خارج الحسبة التي تمت وخرجوا بخفي حنين حتى الخف أخذوه منهم ليجد الشباب أنفسهم عادوا لسيرتهم الأولى في الهم والغم والنكد سيما وقد أصبح الظلام الدامس سمة المرحلة الراهنة والأكثر بروزا للواقع المعاش بعد أزمة 2011م وهو ما زاد من حالة اليأس والقنوط عند الشباب, ولا أدري بعد كل هذا العناء أين موقع الشباب في أجندة الدولة والحكومة ¿! وأين حقهم المشروع في المشاركة الفعلية في شتى نواحي الحياة ¿ وهل سيتغير حظهم العاثر ويتبدل ويكونوا الرقم الأقوى والأهم في بناء اليمن الجديد وصنع المستقبل أم سيظلون الرقم الأضعف في حلقة السباق والحصول على السلطة ¿!