المخدرات وفزع العالم !!
صفاء عبدالله
صفاء عبدالله –
في 26 يونيو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات وقد بلغ الضيق به مبلغه وأحاط به الضجر من كل جانب وانفلت زمام الأمور من بعض الحكومات بعيدا فراحت تقارن بين مخاطر المخدرات وتهريب السلاحوما يترتب عليهما من جرائم تزعزع الأمن في المجتمع من خلال انتشار الجريمة.وكأن هذه الدول تجهل هذه العلاقة أو تتجاهلفكثير من الدراسات أثبتت أن هناك علاقة وثيقة بين المخدرات والجريمة ففي مدينة نيويورك الأمريكية مثلا ترتكب ما يقارب 40% من الجرائم تحت تأثير المخدرات ولم تقف تأثير المخدرات السيئة عند المدمنين وأسرهم حيث تداس الأعراض وتنتهك المحرمات بل يلحق آثارها السيئة إلى كل المجتمع.
فالضالعون في قضايا المخدرات يعمدون إلى نشر حالات الفساد في كثير من الحكومات عن طريق شراء ذمم المسئولين من ضعفاء النفوس حتى أصاب الفساد كل الناس وأصبح المسئولون والشباب أسارى لا طوق لهم ولا نجاة يتملكهم الفزع ويحيط بهم الهلعحتى يصيروا لقمة سائغة في أفواه هؤلاء المجرمين. والتاريخ ممتلئ عن آخره بالأمثلة والنماذج ومكتظ كذلك بالمواقف والمشاهد التي تحكي لنا عن مسئولين وشخصيات كبيرة متورطة في تجارة المخدرات في دولنا العربية ..
تقول بعض الإحصائيات إن المخدرات تكلف دول العالم مبالغ تفوق 150مليار دولار سنويا في حين تقدر المنظمات الدولية حجم تجارة المخدرات في العالم سنويا بـ 600مليار دولار وتحتل المرتبة الثانية في أنواع التجارة غير المشروعة بعد تجارة السلاح.
ولمزيد من الربح يستغل المجرمون إلى جانب ابتكاراتهم المتجددة ضعف النساء والمراهقين والمحتاجين في تهريب المخدرات تحت الضغط والتهديد والإغراء بالمال خاصة حين تشتد عليهم ملاحقة الشرطة.
وقد تلجأ بعض الدول إلى إغراق دول أخرى بالمخدرات لتدمير قوى الشباب ليسهل لها استعبادهم بعد أن يصيروا ضعفاء لا يقوون على الصمود أمام جبروتها وطغيانها فلا يستطيعون النهوض من عثراتهم أبد الآبدين يأتيهم الموت من كل مكان وما هم بميتين ومن ورائهم خوف عظيم .
فإذا كانت المخدرات تملأ الدول رعبا وتزرع الهلع في كل مكان فإنه لا خيار أمامها سوى الوقوف صفا واحدا والتنسيق في ما بينها لمحاصرة هذه العصابة العالمية والقضاء عليها كونها مجمع الشر على اختلاف ألوانه وأشكاله ولا يمكن أن ترتدع هذه الجماعات الشيطانية إلا حين ترى من هذه الدول البأس والمهابة بلا تراخ أو كسل وأن يكون من ورائها قوة يخشاها الناس أجمعين. وعلى حكومة الوفاق الوطني في بلادنا أن تفرض هيبتها وتستعين بالقوة للحفاظ على ممتلكات الأمة التي تتعرض للتخريب يوميا كما هو الحال مع أعمدة الكهرباء والحفاظ على الأمن والسكينة العامةفلا يستطيع أحد أن يستغل هذا الوضع لتدمير شبابنا بسموم المخدرات وإدخالها إلى الأسواق اليمنية لتحقيق مصلحة خاصة به. إلى جانب إحكام السيطرة على المنافذ الحدودية والجمركية لمنع التهريب عبرها خصوصا منها المطلة على البحر الأحمر القريبة من منطقة شرق أفريقيا وتعزيز الرقابة على السلع المستوردة سواء الداخلة عبر المنافذ الشرعية أم الداخلة عن طريق التهريب.