مقاربات حول وحدة النصوص الكتابية والسمعية والبصرية

عرض خليل المعلمي


عرض/ خليل المعلمي –
> لعبة النص لا تتوقف عند تخوم المعنى المباشر للنص المكتوب ولكنها تتوازى مع أشكال التعبير اللفظي وغير اللفظي مع الإشارة والعبارة مع الصورة المجسدة وتلك المجردة وبين الغنائية المموسقة لحنا وتلك المدوزنة كلاما.
وعنوان الكتاب الذي بين أيدينا يضعنا أمام النص خارج نطاق التعريف الإجرائي الأكثر انتشارا حيث يقدم النص بوصفه “نصا أدبيا مكتوبا” غير أن المقصود بالنص هنا كامل التعبيرات التي تتقمص أشكالا فنية مختلفة فالنص المكتوب يتضمن بعضا من مكونات المفهوم الذي نتوخاه وليس كل المفهوم وبالتالي فإن البحث يطال أيضا النص البصري بأشكاله الاستاتيكية “الجامدة” كالصورة الفوتوغرافية واللوحة وكذا الأشكال المتحركة كالصورة السينمائية والتلفزيونية والمسرحية مع اعتبار حضور عناصر أخرى محايثة للصورة كالكلام والموسيقى ويذهب مفهوم النص بعيدا ليطال أكثر الأعمال تجريدا وغنائية كالموسيقى.

وفي هذا الكتاب الذي يعتبره مؤلفه الدكتور عمر عبدالعزيز “مقاربة حول وحدة النصوص الكتابية والسمعية والبصرية” قد اعتمد على أدوات الفن باحثا عن القواسم المشتركة بين النصوص المختلفة معتمدا على علوم الجمال الشكلية والمضمونية ورائيا للتقاطعات بين النصوص المختلفة فالنص البصري لا يخلو من غنائيته وتجريده الخاص والنص المكتوب ليس بعيدا عن الصورة والموسيقى تماهي مع المكتوب والمسموع والمتخيل والسينما وما يشابهها من أشكال إبداعية تمازج بين عناصر فنية ونصية مختلفة.

الفنون البصرية
تتنوع الفنون البصرية التي ذكرها المؤلف في الفصل الأول من هذا الكتاب ويؤكد أن موسيقى الفنون هي أصل الفنون وتعتبر النبع الشامل للمعادل البصري المتوازن للفرع بوصفه مقاربة إبداعية تحايث الموجود وتنزاح بالقلوب والأفئدة صوب المدى المفتوح.. والبرزخ هو الجامع بين الثنائيات التي تبدو متباعدة ولكنها في الحقيقة تتحرك ضمن معادلتي “الانفصال والاتصال” المحكومتين بالبرزخ اللامرئي.
ويشير إلى أن مصلطح الصورة الشعرية في الآداب العربية يقابله في الفنون البصرية شعرية الصورة أو غنائية الصورة.. وقد أورد نصوصا لغوية وأخرى بصرية لمعاينة التقابلات والتداخلات الغنائية بين المستويين.
واستعرض خلال هذا الفصل عددا من الأسماء الفنية من مختلف الدول العربية المحفورة في ذاكرة الثقافة العربية التشكيلية ودلالة هذه الأسماء فنيا.. معبرا عن الخطوات الجريئة لتصل إلى سماء الإبداع والتنوع من خلال أعمالهم المختلفة والسير بها للمنافسة عالميا مستخدمين في ذلك كل التقنيات الحديثة ومستلهمين البيئة المحلية في تعبيراتهم الفنية والتشكيلية.
وفي جزء مهم من هذا الفصل يؤكد المؤلف أن الفن قد تحول إلى رافعة أساسية في المعادلات النفعية والإيديولوجية والسياسية حتى أن الذين يخططون للإنتاج الفني الكبير لايغفلون تلك الجوانب بل يخرجونها من تضاعيف القيم المجردة وعلى أساس هذا يوصف الفن أحد أبرز أشكال التعبير وأكثرها أثرا دخل في معترك الحياة بكامل تفاصيلها النفعية والإيديولوجية والسياسية منذ وقت مبكر.
وكرس الحديث عن المعطى البصري “الاستاتيكي” وحامله الأكبر المطبوعة بأشكالها المختلفة فالكتاب والجريدة والمجلة هي عناوين بارزة لكيفية حضور عتبات النص حيث التقاطع بين الأنواع الفنية ضمن بنية شكلانية استاتيكية تشكل حاملا للمضمون والدلالة بالإضافة لكونها السياق التعبيري البصري الذي يسعف المتلقي ويجعله شريكا في مصائر النصوص وأبعادها ومقاصدها.
وقام بتقييم أنواع المطبوعات الثقافية والكتب في عصر تنوع الوسائط الإعلامية والتأثر بذلك.. منتقلا بذلك إلى التلفزيون وتحولات النصوص البصرية فيه فيصفها بأنها ذلك الشكل الجمالي الذي يأخذ تداعياته المعنوية والتعبيرية من خلال الحواس المختلفة للإنسان الرأي.
ويشير المؤلف إلى أهمية تكامل المعرفة التقنية للوسائط المتعددة مع الثقافة الفنية الشامل فالإنسان يظل في قلب المعاملة بوصفه رائيا وباحثاعارفا ومبدعا وليس للتقنية أن تحل محله بل أنها أداة من أدوات الإبداع.

الأدب والالتزام
في الفصل الثاني من الكتاب يتعرض المؤلف لعدة قضايا منها عرض بعض المفاهيم المرتبطة بأمر الالتزام في الأدب والفن فعلى مستوى الأدب كان الجدل ومازال محتدما حول حدود الشعر والسرد والمحددات التعبيرية شكلا ومضمونا لهذه الأنساق الأدبية وحدودالتفاعل بين هذه الأنواع الأدبية والأنواع الفنية الأخرى لما يقتضي بيانا شاملا حول المقدمات لتاريخية والتجارب الحديثة التي دشنتها المدارس الشعرية البيروتية وصادفت رواجا لا بأس به في زمن الإبداع الشعري العربي الذي امتد خلال العقود الأربعة الماضية.
ويشير المؤلف إلى أن

قد يعجبك ايضا