من المسؤول عن غياب الثقة بالنفس لدى الشباب

تحقيق/ نورالدين القعاري –
كثيرة هي التحديات التي تواجه الشباب في مسيرة حياتهم وتجعل الكثير منهم يفقد ثقته بنفسه فيصابون بالإحباط حال تعثر أدائهم في أمور بسيطة¡ وفي المقابل هناك البعض يعاني من ثقة زائدة بالنفس تصل إلى درجة الغرور¡ فكيف تتحقق الثقة بالنفس لدى الشباب ومنع تجاوزها إلى مرحلة غرور.
«الثورة» توجهت إلى الشباب وأولياء الأمور ساعية لمعرفة الأسباب التي أفقدت الشباب الثقة بالنفس وأخذت رأي المختصين في هذا القضية فإلى التفاصيل:
الثقة بالنفس
علي السكني شاب يبلغ من العمر 22 عاما◌ٍ يصف مشكلته في عدم الوثوق بنفسه وأن هذا الشعور الذي يراوده مستمر معه منذ سبع سنوات¡ حيث يقول: لا أعرف لماذا ينتابني شعور بعدم الشعور بالثقة لأني أصبحت في الفترة الأخيرة أستسلم لأي أمر حيث أصبحت حيلتي قليلة لدرجة أنني في بعض الأمور لا أستطيع مواجهتها أتذكر الفشل فأتراجع¡ بعكس ما كنت عليه في بداية بلوغي وهو شعوري بأني مميز عن الكل فجأة بدأ هذا الإحساس يختفي حتى بدأت أعاني من عدم الثقة بالنفس حتى وصلت إلى أنني لا أستطيع مواجهة الأمور ووصلت لدرجة أنني لا أستطيع تحمل أي مسؤولية.
انفتاح
أما الشاب محمد الفلاحي 27 عاما◌ٍ فيرى أن الانفتاح ودخول سوق العمل يمكن الشاب من اكتساب الثقة بالنفس حيث يقول: الثقة بالنفس من العوامل المهمة التي تمكن الفرد من الانفتاح على الآخرين¡ وتساعده على توظيف إمكانياته وقدراته التوظيف الأمثل¡ وتمكنه من الإنجاز في الحاضر¡ وتحقيق الأهداف في المستقبل لأنه من خلال هذه الأعمال سيكون مستعدا◌ٍ لمواجهة كل التحديات التي تواجهه في المستقبل ومن خلالها يشعر بحلاوة الحياة.
طاقة إبداعية
وأضاف الفلاحي أن الشباب هم أصحاب طاقات إبداعية يجب أن لا تقف عند الاحباط لأن الاحباط وعدم الثقة بالنفس هو العامل الذي يقف ضد الابداع ويعيق اكتشاف المواهب ومتى تنتهي هذه المشاكل فإن الطاقة ستجني ثمارها.
مضيفا◌ٍ ولا ننسى أن من عوامل بناء الثقة بالنفس الإيمان بالقدر خيره وشره والتصدي للمصائب والابتلاءات لأن ذلك ا يساعد الإنسان على الثبات ويقوي الشخصية لدى الشاب.
زرع الثقة
ويرجع التربوي علي الوادعي أن من الأسباب التي تؤدي الى فقدان الشباب ثقتهم بأنفسهم عدم وجود دافع وتوجيه من أولياء الأمور لأبنائهم منذ نعومة أظفارهم¡ واستخدام أسلوب الترغيب والترهيب والحث على تحمل المسؤولية¡ خاصة وأن بعض الآباء لا ينصحون أبناءهم بل يتركونهم على هواهم مستخدمين مقولة: خليهم يعيشوا حياتهم¡ مضيفا◌ٍ أن الثقة بالنفس ليست صفة تولد مع الإنسان¡ لكنها تأتي من خلال التجارب الحياتية¡ وذلك بالتصدي للانتقادات التي تأتي من الخارج كالشارع والجامعة فحين ينتقدك الآخرون قد تشعر بالغضب أو ربما بالإحباط¡ وكل هذا يسهم في خفض المعنويات ويؤدي ذلك إلى الانتقاد الذاتي¡ ولا يجب الاستماع إلى مثل هكذا انتقادات.
مشيرا◌ٍ إلى أن الثقة بالنفس هي الشعور باحترام الذات وتقدير الكفاءة الذاتية والاجتماعية والقدرة على تحمل الصعاب والتأقلم مع الوضع.