
معين النجري –
ليس أسهل من أن تتقمص شخصية وكيل ادم على عياله . خاصة عندما يتعلق الأمر بشيء يعتقد البعض انه من العقيدة بينما ليس له أي ارتباط بعقيدة الناس ودياناتهم لكن احدهم _شخصا◌ٍ كان أو نظاما◌ٍ_ استخدمه ذات عصر من اجل حماية مصلحة معينة أو كسب موقف حينها ,فجند أشياعه في ميادين السياسة والدين ليضيفوا اسم أو عادة أو تقليد إلى قائمة المقدسات.
وفي رمضان 2012م تم تجاوز واحدة من هذه المقدسات المزعومة ونجح الفاعلون رغم كل تلك الأصوات القوية التي ضجت رفضا◌ٍ لها , لكن يبدو أن الجهات المنظمة التي تحكم الشارع الديني راضية عن ذلك, لذا مايزال مسلسل عمر بن الخطاب في الفضائيات ولم يتم إيقافه مع انه لا يوجد ما هو أسهل من إيقاف مسلسل درامي في الوطن العربي وليس الطريق إلى كابول عنكم ببعيد.
على كل حال ما أريد أن أقوله أن عمر بن الخطاب صحابي جليل مثله مثل عمار بن ياسر رضي الله عنه ومصعب بن عمير وحمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنهم جميعا◌ٍ .
فلماذا قبل الشارع الديني تجسيد هذه الشخصيات التي منها من سبق عمر في إسلامه ومنها من استشهد في معارك حضرها إلى جوار رسول الله صلى الله عليه و على اله وسلم , ومنهم من تربطه صلة قرابة ودم برسول الله فلماذا الخليفة عمر بن الخطاب وليس غيره.
إذا كان الرفض كون عمر هو الخليفة الثاني لرسول الله فنقول لهؤلاء أن منصب الخليفة منصبا◌ٍ سياسيا◌ٍ ولا يمنح صاحبه أي أفضلية عن غيره ولا يضيف المنصب السياسي أي حالة قدسية على صاحبه.
وإذا كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الخليفة العادل فينبغي على أبطال الشارع الديني في الوطن العربي أن يطالبوا بانجاز هذا العمل منذ زمن لكي يظهروا للعالم هذا النموذج الرائع للحاكم العادل, على الأقل يمكن الحكام العرب يقلدونه ولو بنسبة بسيطة جدا◌ٍ , ونستفيد نحن من عدل عمر من خلال هذا التقليد.
وفي الأخير عرض مسلسل عمر على قناة ال ام بي سي لن يضر عمر لكنه قد يفيد الناس.