الزعيم الكوري الصغير يتجه نحو تعزيز الاصلاحات

بكين/ سول/وكالات –
أبلغ الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ اون مسوؤلا صينيا رفيعا انه يضع نصب عينيه تطوير الاقتصاد المتداعي للبلاد وتحسين مستويات المعيشة في واحدة من افقر دول العالم فيما يمثل أحدث مؤشر على انه ربما يكون يعتزم اجراء اصلاحات اقتصادية.
وقدم الزعيم الكوري – الذي خلف والده الراحل كيم جونغ إيل زعيما للدولة ذات الحزب الواحد في ديسمبر الماضي – نفسه في صورة بعيدة كل البعد عن والده الذي كان ينزع للتقشف. وظهر الزعيم الكوري الشمالي الجديد في الآونة الاخيرة علنا مع زوجته الشابة في حديقة عامة كما شوهد في الملاهي التي ترددت انباء انها مملوكة لدبلوماسي بريطاني.
ونسبت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس للزعيم الكوري الشمالي قوله للمسؤول الصيني الزائر وانغ جيا روي رئيس ادارة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني “النهوض بالاقتصاد وتحسين سبل العيش بما يمكن الشعب الكوري من ان يحيا حياة سعيدة ومتحضرة هو الهدف الذي يكافح حزب العمال الكوري لتحقيقه”.
وعلى الرغم من ان التقرير لايتضمن الكثير من التفاصيل الا ان تكهنات متزايدة ثارت بان البلاد تتطلع الى اجراء اصلاحات لتطوير اقتصادها بعد عقود من سوء الادارة والعقوبات الاقتصادية.
وتفاقمت هذه المشكلات الاقتصادية نتيجة الجفاف علاوة على الفيضانات التي خلفت نحو 120 قتيلا واتلفت نحو 46 الف هكتار من المحاصيل وهي المساحة التي تمثل اثنين في المئة من الرقعة الزراعية للبلاد وذلك وفقا لبيانات البنك الدولي.
وفي مواجهة عقوبات واسعة النطاق بشأن برامجها الصاروخية وتلك الخاصة بالاسلحة النووية أجبرت كوريا الشمالية على ان تعول بدرجة كبيرة على المعونات الآتية من جارتها العملاقة الصين.
وازاح الزعيم كيم جانبا اي تلميحات الى وجود توتر في العلاقات مع بكين ونسب اليه قوله لوانغ “انها الرغبة التي لا تتزعزع لحكومة الحزب الكوري الشمالي (الحاكم) في مواصلة تعاليم الرفيق كيم جونغ إيل في التعميق المستمر للصداقة التقليدية بين كوريا الشمالية والصين على مدى الاجيال.”
ويبدو انه أرفع لقاء دبلوماسي يعقده كيم منذ توليه السلطة قبل سبعة أشهر.
وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية إنه في اشارة الى رغبة كيم في ان يخرج بلاده من عزلتها الطويلة فقد أوفد رئيس البرلمان كيم يونغ-نام الى فيتنام ولاوس.
ويسعى كيم كي يضع بصماته الشخصية على قيادة البلاد وقام في الآونة الاخيرة بعزل شخصية عسكرية رفيعة كانت وثيقة الصلة بوالده.
ويقول خبراء في الصين إن حكومة بكين تخشى ان تؤدي الضائقة الاقتصادية في كوريا الشمالية الى مرحلة من زعزعة الاستقرار وتدفق امواج من اللاجئين عبر الحدود الى الصين.
وقال محللون في سول إن كيم ربما يكون يجهز لحزمة من الاصلاحات الاقتصادية ويمكن النظر الى زيارة المسؤول الصيني لكوريا الشمالية على انها اظهار علني للتأييد من قبل الصين.
وخيمت شكوك بشان نوايا كيم مؤخرا على نظرة الصين لكوريا الشمالية على انها حليف تقليدي وحصن مهم ضد النفوذ الامريكي بالاضافة الى نزاع قصير بشأن احتجاز كوريا الشمالية لصيادين صينيين.
ولم يزر كيم بكين حتى الان. وقام والده الراحل بزيارات متكررة للصين في أعوامه الاخيرة.

قد يعجبك ايضا