استطلاع / يسرى الحماطي –
يقوم القادرون من الناس بنحر الذبائح وتوزيعها على الفقراء والمساكين ثم تبدأ جلسات الذكر بعد صلاة العشاء وتستمر حتى أذان الفجر حيث تتم فيها قراءة القرآن الكريم وتلاوة الأناشيد والأذكار الخاصة بهذه المناسبة وقبل أن يدخل شهر رمضان بنحو أسبوع يقوم بعض أئمة المساجد بالترحيب به طيلة هذا الأسبوع خاصة في الريف ومن هذه العبارات التي تتردد في بعض المساجد “يا مرحبا بك يا رمضان شهر التوبة وشهر الصيام” ويقوم الأطفال بترديد هذه العبارة في الأزقة والحارات في الليالي بصورة مستمرة. وإذا دخل رمضان في اليمن فإن المساجد تشتعل بالتسبيح والتهليل كل يوم وفي كل حارة هكذا كان رمضان زمان كما يقول كبار السن وخاصة في الريف .
المرأة الريفية
تقول ام عبدالله حسين ان كبيرات السن (العجائز) يتوجهن من صباح رب العالمين و(النشاط الذي بينهن) مثل ايام الفطر العادية الى أماكن زرع القضب والعلف للبقر لانها هي الوحيدة الملتزمة باطعام البقر في البيت وتواصل إطعام البقر الى وقت الفطور وبعد الفطور الذهاب الى النوم مباشرة لاسمرة ولا مجبر.
الامهات والنساء متوسطات العمر فالبعض تتوجه في الصباح الى تحضير عجين اللحوح مايسمى (المرهى) عبارة عن حجر لجعله سائلاٍ سهل التحضير والبعض منهن تذهب لمساعدة زوجها في العمل أياٍ كان ومن لاتملك اولاداٍ تذهب الى الغيل لجلب الماء الى المنزل ومن هنا الى هناك تعود في العصر لتجهيز طعام الفطور المعتاد عليه في القرية وبعد الفطور يقمن ببعض الاعمال المنزلية والبعض يتناول القات مايسمى (المجبر) ومنهن من يفضلن تناول القات مع ازواجهن في البيوت والبعض ينمن حتى قبل السحور .
الاسواق
وليد قايد يقول: اهم ما يميز شهر رمضان الكريم كثرة الذهاب الى الاسواق لشراء المواد الغذائية الخاصة بهذا الشهر فالاسواق والمحال التجارية تشهد ازدحاما شديدا قبيل رمضان حيث يتجه الناس لشراء حاجياتهم الرمضانية وهذا الازدحام يظل طوال الشهر الكريم وفي كل ليلة وبعد صلاة التراويح تجتمع كل اسرة مع اصدقائها في دواوين خاصة بهم ويقوم بعضهم بتوشيح الاناشيد الدينية وبعد منتصف الليل يقومو بتلاوة القرآن الكريم فكل شخص يتلو قرآن بصوت واضح والباقين يستمعون له ويردون عليه اذا كانت هناك اي اخطاء في التلاوة ويعتبر هذا النمط كدروس في تجويد القرآن ويستمرون على ذلك لمدة ساعة ثم يقومون بتناول طعام السحور وهكذا لمدة عشرين يوما وفي العشر الاواخر يخرجون لصلاة القيام.
الافطارفي المدن
يقول خالد ان الافطار في معظم المدن يتم بان يحمل الصائمون قبيل أذان المغرب وجبة افطارهم ويتوجهون بها نحو المسجد ويتجمعون على هيئة حلقات في اماكن مخصصة ومعدة سلفا حول وجبات الافطار السريعة التي تجمعت وعند دخول وقت الافطار يفطر اليمني بالتمر والماء او القهوة ثم يتوجه الى المسجد لاداء صلاة المغرب ثم يعود الى المنزل حيث المائدة التي تحتوي مأكولات هي ناتج تنافس النساء في محاولة للتميز خاصة وان الاهل يتناوبون بشكل يومي في عزائم الافطار فيما بينهم.
الأطعمة التقليدية
اشار الأخ احمد سعيد صالح على ان هناك تشابه بين المدن والريف تعدد السهرات الرمضانية والتقاء الأقارب بالسحور مع وجود القنوات الفضائية المتنوعة إلا أن سماع المسحراتي بكل الأساليب مثل ( ياصائم قوم اتسحر واعبد الدائم ) أو صوت الأذان ومدفع رمضان المنبهان لقدوم وقت السحور ولكن في بعض المناطق اليمنية يفضل أن يجتمع فيها الأقارب والجيران لتناول السحور في رمضان ومن ثم الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الفجرويتناول اليمنيين في سحورهم المشروبات والأطعمة التقليدية الخاصة بهم دون غيرهم من العرب والمسلمين ومن تلك الأطعمة والأشر به الفولالكعكبنت الصحنالعصائر وغيرها .
توجه الخالق في رمضان
تزداد المساجد بهجة وبريقاٍ وجلالاٍ خلال أيام رمضان وتمتلئ بمرتاديها من الشباب والشيوخ والأطفال حيث تزود بالمصاحف الجديدة التي يأتي بها الكثير من فاعلي الخير والمحسنين ويعتكف طوال أيام رمضان في ساحات المساجد لتلاوة القرآن وذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار لكن الغالبية منهم يعتكفون في العشر الأواخر لأنها أيام عتق من النار فالكل يتسابق لطاعة الله عز وجل والتوسل إليه بقلب خاشع.
رمضان زمان
لكن رمضان بالتأكيد يختلف عن ايام زمان وبين الريف والحضر فالايام الخوالي كان رمضان أكثر روحانية من اليوم وله طقوسه الخاصة وكان الناس يرحبون به منذ بداية شعبان ويعدون له العدة اما اليوم فهو يأتي على حين غرة ولا يأبه به أحد ولم تعد تلك الترانيم والاناشيد المحبة بهذا الشهر الكريم تسمع الى في ما ندر كما يؤكد كبار السن .